هل هناك إمكانية تأثر المغرب بأزمة الخليج الأخيرة؟ كان هذا واحد من الأسئلة التي وجهها «فبراير» للدكتور الموساوي العجلاوي الباحث في مركز الدراسات الإفريقية بالرباط، والذي قلل من إمكانية تأثر المغرب بالأزمة الخليجية الأخيرة، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية. وقال السيد العجلاوي أن الأزمة يمكن أن ترخي بظلالها على كل التيارات المقربة من جماعة الإخوان المسلمين، والمدعومة علانية من قبل دولة قطر، باعتبارها أحد الأسباب التي دفعت الدول الخليجية لإعلان مقاطعتها لدولة قطر. وأضاف الموساوي العجلاي أن قرار عزل قطر من قبل الدول الخليجية الخمسة، تحكمت فيه عدة أسباب إقليمية ودولية، من بينها علاقة قطر بجماعة الإخوان المسلمين، واتهمها برعاية جماعات إرهابية، ولذلك يضيف العجلاوي، تحاول الدول الخليجية إدخال حركة الإخوان المسلمين لخانة الإرهاب واتهام الشيخ القرضاوي مباشرة. وفي هذا السياق، لا يستبعد السيد الموساوي العجلاي أن تتأثر الأحزاب الإسلامية في تونس وليبيا بهذه التطورات، مقللا من إمكانية وصول آثار الأزمة إلى المغرب، خاصة وأن العلاقة بين العائلة الأميرية في قطر والعائلة الملكية في المغرب علاقات قوية، فضلا على مساندة ودعم قناة «الجزيرة» لكل التحولات والتطورات التي يعرفها المغرب، ولو بصفة غير مباشرة، ناهيك عن العلاقات القوية بين المغرب دول الخليج، حيث تعد السعودية الشريك الأول على الصعيد التجاري وتعد الإمارات أول مستثمر عربي في المغرب، وهي عوامل ضمن أخرى تجعل المغرب بعيدا عن أي تأثر من التطورات السياسية والديبلوماسية الأخيرة في الخليج. وتابع الموساوي العجلاوي حديثه بالوقوف على البلاغ الأخير لوزارة الخارجية والتعاون الدولي المغربي، حيث قال أن أهم فقرة تلك التي تتحدث عن الدول غير العربية التي تحاول استغلال أزمة الخليج، ويقصد بها إيران، والتي تضامن فيها المغرب مع إيران بعد الهجوم على قبر الرئيس الأسبق الخميني، قبل أن يعود المغرب ليضع النقط على الحروف في ذات البيان، كي لا يفهم أن المغرب اتحذ موقفا مغايرا اتجاه دول الخليج. ويؤكد الموساوي العجلاوي أن المغرب يعتبر إلى حد الآن أزمة الخليج أزمة عابرة تتطلب نوعا من الوساطات والمحادثات لتجاوزها، مصرا على أن دول الخليج ستعمل ما في جهدها لتجاوز الأزمة على الأقل كي لا تسمح بدخول إيران إلى قطر:«إذا حدث ودخلت إيران إلى قطر فسيكون من الصعب إخراجها منها ومن المنطقة ككل».