كل الذين تابعوا البيان الأخير لوزارة الخارجية بشأن أزمة الخليج، لا بد أنهم توقفوا عند فقرة معبرة، تلك التي تحدثت عن دول « الدول غير العربية » التي برزت كأطراف مناقشة للقضية. وجاء في الفقرة المذكورة أن الممكلة المغربية، أكدت أن موقفها من الأزمة القائمة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر وبلدان عربية أخرى من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى، نابع من المبادئ الواضحة التي تنبني عليها السياسة الخارجية للمملكة، وأضاف البلاغ في الفقرة الأكثر أهمية، أن هذا الموقف لا يمكن ربطه بأي حال من الأحوال مع مواقف أطراف غير عربية أخرى، تحاول استغلال هذه الأزمة لتعزيز تموقعها في المنطقة والمس بالمصالح العليا لهذه الدول، « فالمغرب لا يحتاج إلى تقديم دليل أو تأكيد على تضامنه الموصول مع الدول الخليجية الشقيقة، انطلاقا من حرب الخليج الأولى، ومرورا بدعمه لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، ثم قطع علاقاته الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تضامنا مع مملكة البحرين، وأخيرا مشاركته في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، حيث سقط شهداء مغاربة اختلطت دماؤهم بدماء إخوانهم في الخليج »، وشعوب هذه البلدان. وفي هذا الصدد، أكد مصدر فضل عدم الكشف عن هويته، أن المقصود بالدول غير العربية هي إيران وتركيا، وشدد أن المقصودة أكثر هي إيران، وأن البلاغ هذا جا لتوضيح هذه النقطة، خاصة بعد تنديد المغرب بالهجوم الذي تعرض له قبر الخميني في الأيام القليلة الماضية، ولذلك، يضيف نفس المصدر، فضل المغرب إصدار البلاغ لتوضيح الأمور ووضع النقط على الحروف، وكي لا يظهر في آخر المطاف أن المغرب قد ولى وجهه نحو إيران على حساب العلاقات التاريخية الجيدة مع دول الخليج. وتجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس أرسل ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الدولي مبعوثا شخصيا من الملك إلى قادة دول الخليج لجل أزمة الخليج.