نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا مطولا عن الأمير مولاي هشام العلوي، بمناسبة صدور كتابه "الأمير المنبوذ". تقرير الصحيفة الأمريكية، الذي حمل عنوان " الأمير المغربي المتمرد يسلط ضوءا قاسيا على المملكة"، يعود إلى حياة الأمير مولاي هشام، وكيف كانت علاقاته مع الملك محمد السادس، علاوة على أهم التفاصيل التي كشف عنها في مذكراته، المثيرة للجدل. "فبراير.كوم" تقدم لقرائها الترجمة الكاملة لمقال الصحيفة الأمريكية. استعمل الأمير مولاي هشام ذكاء حادا لوصف بعض اللقطات الأكثر إثارة في حياة عمه الحسن الثاني، من قبيل أحد أيام عام 1980، حينما دفع الحسن الثاني بملكة انجلترا، إليزابيث، إلى انتظاره لحوالي ساعة، وكان يقصد الحسن الثاني من ذلك التأخر، أن يظهر أن نظامه الملكي أعظم من نظام الملكة، إليزابيث.
تحدث الأمير مولاي هشام أيضا عن الإذلال الذي تعرض له، كما أشرك القراء في بعض الأمور الحميمية التي تخص والده، وكيف أنه كان مدمنا على المشروبات الكحولية، وكيف أن والدته كانت في معركة مع تعاطي المخدرات.
عند تسلم الملك، محمد السادس، مقاليد العرش في عام 1999، استقبل حكمه بموجة من التفاؤل التي سرعان ما ذبلت بعد أن أرسل الملك الجديد، إشارات لم تكن فعالة بما فيه الكفاية في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية.
"ليس هناك استثناء مغربي، انه نظام تحكمي، هذا كلما في الأمر"، هكذا لخص الأمير نظرته للنظام الملكي بالمغرب. بعد وفاة الملك الحسن الثاني، بدا لنجله، محمد السادس، أن التغيير يستلزم القيام ببعض التكاليف والمقايضات. فلم يكن مستعدا لتقديم التضحية، ليعود النظام بذلك إلى أسالبيه القديمة.
في عام 2011، حينما اجثث الربيع العربي المستبدين في تونس، مصر، وليبيا، من السلطة، أعلن الملك، محمد السادس، عن إصلاح دستوري، الذي يضمن المزيد من العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان. لكن الأمير مولاي هشام اعتبر مرة أخرى أن تلك التغيرات لاتعدو أن تكون "مستحضرات تجميل"، حيث حث المملكة على ضرورة القيام بتغييرات سريعة. لقد ألح على أن الديمقراطية الحقيقية هي التغيير الوحيد الكفيل بإنقاذ النظام الملكي على الأمد الطويل.
"هذا الكتاب قاس، لأن الواقع قاس"، يقول انياس دال، صاحب كتاب "الملوك الثلاثة"، وهو كتاب يتحدث عن النظام الملكي بالمغرب. قبل أن يضيف قائلا :" مولاي هشام على صواب، فهذا الأمر لايمكنه أن يستمر إلى الأبد".
لقد وجد الملك محمد السادس نفسه تحت لهيب النيران، بسبب دخوله غمار التنافس في الاقتصاد، والتدخل في أدق تفاصيل الحكومة المنتخبة.