بعد أن توارى عن الأنظار مباشرة بعد مناظرته الشهيرة مع المفكر، عبد الله العروي، عاد رئيس مؤسسة زاكورة للتربية، نور الدين عيوش، مجددا، لاعتلاء منصة البحث عن علاج لمنظومة التربية والتكوين، حيث جرى أمس الأربعاء بالدار البيضاء التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ومؤسسة زاكورة للتربية. الاتفاقية، التي وقعها كل من وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار ورئيس مؤسسة زاكورة للتربية، علي اعبابو، ستتيح للمؤسسة الاستفادة من دعم عملي من الوزارة لبلورة برامج للتربية والتكوين يتم تنزيلها من خلال التوقيع على اتفاقيات شراكة مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. وتهدف الاتفاقية، التي تم توقيع هذه الاتفاقية على هامش أشغال الملتقى الدولي الذي تنظمه مؤسسة زاكورة للتربية على مدى يومين حول "التعليم الرقمي، مدرسة الغد".،إلى مساندة الجهود التي تبذلها الوزارة في مجال التربية والتكوين خاصة في مجال التربية غير النظامية، وذلك عبر إحداث أقسام للتربية غير النظامية، ومواكبة الجمعيات المحلية في مجالات الإدارة والتدبير، وتنفيذ برنامج التعليم غير النظامي، والتأطير، وإعداد المشاريع، والبحث عن التمويل.
وتروم الاتفاقية في شقها الثاني إلى تطوير برنامج الدعم المدرسي، ومواكبة التلاميذ المعرضين للهدر المدرسي المنحدرين من المؤسسات العمومية، ومواكبة التلاميذ المنحدرين من المدارس التعليمية التابعة لمؤسسة زاكورة، والمدمجين في التعليم النظامي، وتوسيع العرض الخاص بالتعليم الأولي بالمدارس العمومية المتواجدة بالمناطق القروية النائية وبضواحي المدن، وتمكين الشباب الذين تكونهم المؤسسة من متابعة تكوينهم بمراكز التكوين المهني. فهل من المنطقي والمعقول أن ينتظر المغرب إصلاح اختلالات المنظومة التعليمية على أيدي من دافع يوما على مشروع التدريس بالدارجة، وكيف بمؤسسة جمعوية أن تستفيد من مثل هذه الصفقات دون غيرها، علما أن الساحة تعج بالعديد من الجمعيات التي تعمل في مجال التربية والتكوين دون أن تجد من يسمع لمقترحاتها. الأكيد أن لغة الأوامر والهواتف والعلاقات هي التي كانت حاضرة بقوة عند اختيار مؤسسة "زاكورة" لنور الدين عيوش، لكن الأوكد من ذلك أن قطاع التربية والتكوين سيدفع في مستقبل الأيام ضريبة إغراقه بالتقنوقراط، بعيدا عن أولئك الذين انتخبهم الشعب لتدبير قطاع حيوي مثل قطاع التربية والتكوين.