كل الذين تابعوا كلمة عبد الإله بنكيران أثناء افتتاح أشغال هيئة اقتراح مرشحي الحزب السبت الماضي، لا بد أنهم استوعبوا أن بنكيران لعب دورا حاسما في مساعدة سعد الدين العثماني في تشكيل حكومته بالطريقة التي أرادها. فقبل بداية أشغال الهيئة، تحدث بنكيران بطريقته في كلمة كلها إشارات ورموز، حيث قال أمام الحضور أن مرحلته انتهت بما لها وما عليها، وأن مرحلة أخرى جديدة بدأت مع تعيين الدكتور سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة. وقد فهم الحضور أن بنكيران يدفع في اتجاه القطع مع مرحلته التي كان خلالها رئيسا للحكومة مكلفا بتشكيلها، خاصة حينما قال : »أنا ما زلت معكم وما زلت مساندا للدكتور سعد الدين العثماني، وسأبقى أمينا عاما حتى المؤتمر وسأقوم بواجبي كاملا، إذا كانت هناك مسألة نفسية لا يمكنني أن أتحملها فأنتم لا يمكنكم أن تحرجوني لأنكم لستم قائمين على عبد الإله ابن كيران ». وأضاف بنكيران في نفس المناسبة : »لا يصح أن تنتهي مرحلة عبد الإله ابن كيران لكي تبقى اجتهاداتها تكبل العثماني أو لا تكبله أو تكبل الأمانة العامة أو لا تكبلها، أو أن أطلب أن تقفوا موقفا أعتبره لصالحي أو يتبنى موقفي أو شيء من هذا القبيل ». وقال أيضا : »إن مصلحة الحزب في تشكيل الحكومة أصبحت من مسؤولية شخص آخر هو الدكتور سعد الدين العثماني وفقه الله وإخوانه في الأمانة العامة وإخوانه في المجلس الوطني وأنا واحد منهم، وإن اقتضى الأمر أن نجمع المؤتمر سنجمعه ». وكانت مثل هذه الإشارات كافية لكي يفهم الجميع أن بنكيران لا يريد من العثماني وباقي الوفد المفاوض من أعضاء الأمانة العامة للحزب، اعتماد نفس الشروط التي اعتمدها بنكيران في مشاورات ومفاوضات تشكيل الحكومة. وتأكد ذلك جلبا حينما تحدث عن حدث إعفاءه من طرف : »ربي ألهمني في تلك اللحظة أنه إن كنتُ قد انتهيتُ كمدبر لشؤون الحكومة فليس معناه أن أقوم وأخوض معركة بحزبي ضد بلاغ الديوان الملكي، هذا لم يرد على بالي نهائيا »، مضيقا في كلمة دقيقة : »المعطيات التي تردنا من عند جلالة الملك أو من الديوان الملكي لا نتعامل معها لا بالتشنج ولا بالرفض ولا بالانبطاح، ندمجها ضمن المعطيات مع اعتبار وزنها بطبيعة الحال، ليس هذا الأمر « لعبا » إن الأمر هنا يعني الدولة ونحن حزب سياسي في إطار الدولة ».