بينما كان سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ظل عبد الإله بنكيران طيلة خمسة أشهر من المشاورات الحكومية، قبل إعفاء الأخير، أصبح كل من مصطفى الرميد ومحمد يتيم ولحسن الداودي، الثلاثي المرافق للعثماني في النسخة الجديدة من المشاورات التي يقودها الطبيب النفسي بعد التكليف الملكي، ما صفة هذا الثلاثي الذي يحيط بالعثماني وما هو دورهم في المفاوضات؟ إن وجود محمد يتيم، يعني مباشرة وجود عبد الإله بنكيران وتوجهه ضمن فريق المشاورات، فقد كان دائما محمد يتيم والراحل عبد الله بها وبنكيران ثلاثيا منسجما، وبالتالي فقد كان لزاما وجود يتيم بما أنه لا يمكن لبنكيران أن يكون مرافقا للعثماني في مفاوضاته، لأنه الأمين العام للحزب، ولكي لا يتحمل المسؤولية « إذا ما خرجت طبخة التفاوض بنتائج متناقضة « . أما الزعيم المنافس لبنكيران، مصطفى الرميد، فاسمه ومكانته داخل الحزب كانا كافيان لوجوده رفقة العثماني، بالنظر للكاريزما التي يتوفر عليها، كما أنه كان دائما من أشد المنافسين لبنكيران، ولديه قاعدة جماهيرية وتيار داخل الحزب، ولو لم ينقذ نفسه بعبارته الشهيرة « أنا لست بن عرفة العدالة والتنمية » ليعطي بذلك إشارة لمن يهمهم الأمر بعدم استعداده لخلافة بنكيران لكان من أولى الشخصيات التي عينها الملك بعد بنكيران. وفيما يهم لحسن الداودي، العنصر الثالث، فوجوده في ذلك المكان ليس له تفسير غير جعل الطرف الفرونكفوني في المغرب مطمئنا، باعتبار الأخير هو العنصر الأكثر لبرالية والأكثر انفتاحا في الحزب، « ومعروف أن جميع الأحزاب تسعى في عملها السياسي لطمأنة أصحاب المصالح الخارجية ».