أنهى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين من طرف الملك محمد السادس، أمس (الثلاثاء 21 مارس 2017)، يوما طويلا من المشاورات الاولية مع الاحزاب السياسية الممثلة في البرلمان. وأظهرت نتائج المشاورات الاولية رغبة اغلب الاحزاب في المشاركة في التجربة الحكومية الجديدة، باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة، الذي عبر بشكل صريح عن تشبثه بموقف التموقع في المعارضة. الاستقلال.. أول المرحبين بالدخول إلى الحكومة وكما كان الحال عليه في فترة المشاورات الحكومية الأولى التي قادها عبد الإله بنكيران، فإن حزب الاستقلال، الذي حل ثالثا في انتخابات 07 اكتوبر الماضي، جدد موقفه الإيجابي من المشاركة في الحكومة، ودعم حزب العدالة والتنمية على هذا المستوى، وذلك إثر اللقاء الذي جمع القيادي في الحزب محمد السوسي مع سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المعين. الشيء ذاته بالنسبة لحزب التجمع الوطني للاحرار، الذي حل رابعا في انتخابات 7 اكتوبر 2016، وبشكل "غير صريح"، حزب الحركة الشعبية، الخامس في الاستحقاقات الانتخابية السابقة، وكذلك الأمر ذاته بالنسبة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، صاحب المركز السابع في الانتخابات الأخيرة. "البام".. الإصرار على المعارضة في المقابل، أبدى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي جاء ثانيا في انتخابات 07 اكتوبر 2016، على الاستمرار في خندق المعارضة. جاء ذلك عقب اللقاء الذي جمع الأمين العام للحزب، إلياس العماري، مع رئيس الحكومة المعين، سعد الدين العثماني. تغيير في المنهجية.. والقرار الأخير للحزب ولاحظ متابعون للمشاورات الحكومية تغييرا كبيرا في منهجية التشاور بين العثماني وبنكيران، حيث فتح العثماني باب التفاوض أمام الجميع بمن فيهم حزب الأصالة والمعاصرة، الذي استثناه بنكيران من التشاور في فترة سابقة، إضافة إلى تكثيف التشاور مع جميع الاحزاب في يوم واحد، تقليص مدة التشاور مع كل حزب ما أمكن. وغلى جانب العثماني، ظهر في جلسات المفاوضات، كل من القياديين في "البيجيدي" المصطفى الرميد، لحسن الداودي، ومحمد يتيم. واعتبر مراقبون أن رئيس الحكومة الجديد غيَّر شكل التفاوض والتشاور، لكن من غير المستبعد ان يبقى "ملتزما" بتوجيهات الأمانة العامة لحزب المصباح الذي يرأسه عبد الإله بنكيران.