عزاؤنا في « بدرة طيبة خرجت من صلبها وهي ابنتها زينة » كانت هذه خلاصة الاشتياق الذي عبرت عنه رحمة بورقية مديرة الهيئة الوطنية للتقييم بالمجلس الأعلى للتعليم، وصديقة الراحلة مليكة مالك. وقالت بورقية في كلمتها خلال ذكرى رحيل مليكة، لقد استجبت بدافع واجب الصداقة، مشيرة أن مليكة كانت ولازالت حية بيننا لأنها تحب الحياة، وكانت علاقتنا قد بنيت على صدق المشاعر ونحن نتبادل النقاش السياسي، « واكبت المسار المهني لمليكة وكم من مرة جاءت لتستشير معي في القضايا التي كانت تطرحها في برنامجها، لقد جسدت الوسيط بين الجمهور والسياسي وآمنت بدور الإعلام، ولقد جعلها عملها لبرنامج جدي، في موقف النجومية، وجر عليها في الآن ذاته مشاكل من قبل القوى المعارضة، وهو الأمر الذي كانت تعانيه في صمت ». ومن جهته قال نعيم كمال، صحفي وصديق المرحومة، أن في حقبة مليكة مالك وقعت أمور كثيرة، من أهمها أن المغرب كان في بدايات البناء الديمقراطي، مضيفا « هي كانت تعرف جيدا التحدي الذي كان يواجهها، كما يعلمه جميع الإعلاميين، في مغرب الانتقال وفي عهد وزير الداخلية آنذاك ادريس البصري ». وبلغة تخالجها أحاسيس القرابة والمودة، قالت أخت المرحومة، « إن ابنتك لازالت لا تصدق أنك غادرت، ولا تعرف كيف ستكون الحياة بدونك، وحفيدك لازال يبحث عنك في الأمكنة والصور، وأنا متعبة، يأخذني الحنين إلى تفاؤلك، والجلوس إليك للحديث في الخاص والعام، أنا من كنت تسألين عنها بعدما علمت بمرضي، فإذا بك رحلت قبلي، فنامي مطمئنة، لأنك تركت وراءك تجربة إعلامية متميزة، ورفعت مشعل انفتاح الإعلام على الواقع السياسي بالبلد، وسلطت الضوء على الحركة النسائية، وصاحبت الإنتقال الديمقراطي للمغرب، وواجهت أعتى الظالمين من أهل السلطة ». وفي شهادة لواحدة من الأسر المغربية المثقفة، قالت ابنة الراحل محمد العربي المساري، « إن المرحومة شاطرت أفراحنا وأحزاننا، خاصة في السنوات الأخيرة قبل رحيل والدي، وقد نشأت علاقة متينة بينهما حيث كانا يتبادلان الآراء، وكان والدي قد تأثر بتوقيف برنامجها سنة 1994، وجاهد لإعادتها للشاشة، إذ حمل معه هذا الطلب لواحد من الاجتماعات المهمة للحكومة الذي دعا له الوزير الأول محمد اليوسفي ».