تفاجئ عبد العزيز النويضي المحامي وعضو الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصلاح منظومة العدالة من الرقم الذي أوردته المديرية السامية للتخطيط والذي يصرح أن 58% من المغاربة يعربون عن ثقتهم الكبيرة أو المتوسطة تجاه القضاء، معتبرا أن هذا الرقم يعد مفاجأة كبرى بالنظر إلى الاتجاه الشعبي العام الذي يبدي تحفظه من القضاء. وصرح النويضي ل"فبراير.كم" تعليقا عن الدراسة التي أنجزتها مندوبية الحليمي أن الأرقام التي أوردتها الدراسة -إن صحت- فإنها تبقى مشجعة نسبيا بالنظر إلى انعدام الثقة تجاه هذه المؤسسات، مضيفا أنه انتظر أن يكون الرقم أقل بكثير مما أعلن عنه.
وحول الأسباب التي جعلت النسبة تقف في حدود 58% أعرب النويضي أن الرضا التام يبقى مستحيلا، وأن الفئة التي أبدت عدم ثقتها إزاء القضاء لابد ولهم إما تجارب مريرة مع القضاء عبر تأخير الأحكام أو لربما تلقيهم لأحكام غير منصفة يضيف النويضي.
وشدد النويضي الرئيس السابق لجمعية عدالة على ضرورة عمل القضاء على سرعة البث في القضايا والتأكيد على جودة الأحكام ومحاربة الرشوة كما أن الحوار الوطني حول إصلاح منظومة العدالة "سيحدد بدقة الأهداف المرجوة من الإصلاح والتي ترتبط أساسا باستقلال القضاء وتخليق الممارسة القضائية وتسهيل ولوج المحاكم وكذا تأهيل الموارد البشرية وتأهيل منظومة العدالة برمتها"، وهو ما سيمكن حسب النويضي من أن تعود للسلطة القضائية هيبتها وتنسج خيوط الثقة بين المواطن والقضاء، رغم استحالة أن يرضى بعض المواطنين على الأحكام الصادرة ضدهم.