اتصل الملك محمد السادس ليعزي العائلة، وكانت جنازته استثنائية. وكيف لا وقد مات الرجل وهو يتدثر في محراب وزارة العدل لاصلاح أعطاب العدالة في إطار الهيئة التي أسند إليها الملك برئاسة وزير العدل والحريات اصلاح القضاء. بكى ولديه بحرارة وريثه في مهنة المحاماة هشام الناصري، وعمر المنعش العقاري الذي بدت على محياه علامات التأثر..لكن، إلى جانبهما كان في الموعد الكثير من الوجوه.
جمع رجالات الدولة والمعارضين. السياسيين والتقنقراط. الأصدقاء والخصوم وعيون القصر وأذانه. هو ذا الراحل محمد الناصري.
كان يحسن مراكمة الصداقات مثلما يتجنب العداوات، لذلك حج الكثيرون ظهر هذا اليوم لوداعه.
جمع اليسار واليمين، والتف حول قبره السياسيون والمحامون والقضاة..
من الزعيم الاتحادي ورئيس الوزراء الأسبق عبد الرحمان اليوسفي إلى إدريس الضحاك الأمين العام للحكومة المنصب الذي ظل يحصد اتهامات بالوقوف وراء قبر بعض القوانين، ثم الاسلامي وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، فرئيس الحكومة عبد الاله بنكيران الذي بدا متأثرا لرحيل الرجل...
مستشار الملك ياسر الزناكي، مدير المخابرات الخارجية ياسين المنصوري، مستشار الملك الطيب الفاسي الفهري، وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز اخنوش، ورشدي الشرايبي رئيس الديوان الملكي الذي لازال يشغل مكانة مهمة في الديوان الملكي حتى بعد أن فقد التسمية الرسمية، امحند العنصر وزير الداخلية، البرلماني الاتحادي ادريس لشكر، ورفيقه في الحزب وزير الشغل السابق جمال أغماني..
وكان للمرأة حضور في جنازة، فحضرت السياسية والجمعوية والنقابية والمحامية والقاضية.. باختصار، قلما يجمع رجل كل هذه الأسماء والوجوه دفعة واحدة، ولعل مكانته وادارته لعلاقاته بكثير من الذكاء ما جعله محط اجماع.