بنكيران رمى بالكرة في ملعب الإدارة والملك سيتدخل .. هذا ما قال عبد الصمد بلكبير، المحلل السياسي، في تصريح ل«فبراير». وأضاف أن معركة المشاورات تشبه « لعبة الباسكيت »، قائمة على من سيصدر منه موقف، يدفع الشعب إلى اتهامه بأنه سبب الأزمة، كل طرف يرمي الكرة للآخر، ونضيع الوقت ». » وقال المتحدث أن الأزمة موجودة منذ البداية وحلها يعتبر مفترق طرق تاريخي، « لأن في الأصل جوهر المشكل هو أن الدستور لا يطابق ميزان القوة الفعلي، بل ليس هناك حتى تقارب، وبالتالي كان لابد لهذا التناقض أن ينفجر ». وتابع بلكبير لقد حاولوا ألا ينفجر هذا التناقض بنزول مقص الإدارة، وتعبئة حزب الإدارة بطريقة واضحة، فحاولوا أن يقودوا انقلابا دستوريا، في اللقاء الذي تم في بيت لشكر والذي خذلهم فيه شباط، إذ أرادوا أن يجمعوا البرلمان ويعينوا رئيسه، لذلك كان هناك ترشح المالكي الذي لم يكن منتظرا. وزاد الأكاديمي، « لقد أرادوا أن يضعوا النظام أمام تأويل واقعي للدستور، لأن قرينة الأغلبية هي رئاسة البرلمان، فإذا بشباط ينتهز الفرصة وينتقم منهم بسبب تآمرهم عليه في وقت سابق » بعد ذلك يقول بلكبير، دخلنا مفترقا آخر، وهو التحفظ على حزب الاستقلال وشباط، فتم تضخيم كلام شباط وإعطائه بعدا دوليا، ما ترتب عنه مجلسا وطنيا استثنائيا أعقبه تنسيق غاية في الذكاء بين البيجيدي والاستقلال، « وسحبوا الشوكة بلا دم » وقدموا مساندتهم لبنكيران بدون قيد أو شرط. كل هذه الخطوات التي أقدمت عليها « الإدارة » كانت في سبيل دفع بنكيران أن يسلم المفاتيح ويعلن فشله في تشكيل الحكومة، في حين أن بنكيران جلس في بيته وترك الكرة في رجل الإدارة. واستبعد بلكبير أن يتدخل النظام لحل المشكل على حساب الدستور، مشيرا أنه حتى تشكيل التحالفات بصيغة القوة القاهرة تعامل معها بنكيران ومنح يومين لأخنوش لكنه لم يجب، بعد ذلك أعلن عن البلاغ، وبالتالي لم يقع في فخ الجهات التي تحاول الإطاحة به وبحزبه، وترك الكرة في ملعبهم، « والأكيد أن القصر سيتدخل لحل المشكل بشكل يحفظ للدستور مكانته »، مضيفا « لا يوجد حل آخر خارج عن هذا النطاق ». وخلص بلكبير إلى أن المشكل أصبح واضحا للعيان، أنه مشكل بين السلطات العليا في البلد، والأكثر من هذا يضيف المحلل السياسي، فرنسا لا تريد أن تقتسم السلطة بسهوله مع الأحزاب التي تعتبرها تشتغل باستراتيجية أمريكية، مشيرا إلى أن شباط بعد ذهابه إلى أمريكا أحضر معه الحماية الأمريكية، ولم يعد خائفا من تهديدات إلياس العمري الذي يذكره دائما بملفات أبنائه. وتابع المتحدث إن المعركة الأكبر أيضا هي وزارة التعليم، وأحزاب فرنسا تعرف جيدا أنه إذا دخل بنكيران الحكومة بأقلية فوزارة التعليم سيحصل عليها « فركفوني » مشيرا للأحزاب التي تشتغل وفقا لأجندة فرنسا، على حد تعبيره، مؤكدا أن فرنسا لا تتصور مستقبلا لها بدون محمياتها السابقة. وشدد بلكبير على أن دستور 2011 كان توافقيا بين حزب فرنساوأمريكا، وفي تنزيله لابد أن يتعثر، لكنه سيجد طريقا إلى الحل.