يبدو أن بنكيران لم يبتقى له بعد بلاغ «انتهى الكلام» إلا انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، خاصة بعد أن قرر تجميد الاتصالات والمشاورات مع حزبين. ويتعلق الأمر بحزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الحركة الشعبية. فلم يعتقد أكبر المتشائمين من متتبعي مسار تشكيل الحكومة، يعتقدون أن تصل المفاوضات إلى هذا الباب المسدود الذي وقعه السيد عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المكلف. لا أحد توقع أن تنتهي المشاورات التي دامت أزيد من ثلاثة أشهر إلى بلاغ أنهى عبره السيد عبد الإله ابن كيران مسار المشاورات، حيث قال أن :« … بهذا يكون … قد انتهى الكلام … مع السيد عزيز أخنوش … ونفس الشيء يقال عن السيد امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية». ماذا سيفعل السيد عبد الإله بنكيران بعد البلاغ الحاسم من طرفه؟ كل الاحتمالات مفتوحة، لكن في الجهة الأخرى، تؤكد مصادر مطلعة ومقربة من مسار المفاوضات، أن الأحزاب الأربعة ترغب في مزيد من المشاورات التي تمكن من تشكيل حكومة تمثل كل التوجهات السياسية بناء على نتائج الانتخابات التشريعية من جهة، وبناء أيضا على رغبة الأحزاب ومواقفها في المشاركة في الحكومة، خاصة بعد أن عبر الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري عن رغبتهما في المشاركة في الحكومة. وأكدت نفس المصادر أن ابن كيران وافق في اللقاء الذي جمعه بعزيز أخنوش يوم الأربعاء الماضي، على تشكيل الحكومة المقبلة بنفس الأغلبية السابقة، دون أن يعني ذلك إغلاق باب المشاورات على باقي الأحزاب الأخرى التي لم تشارك في الحكومة السابقة، وعبرت عن رغبتها في المشاركة في الحكومة المقبلة. وأضافت نفس المصادر أن حزب العدالة والتنمية قد أنهى علاقته بحزب الاستقلال من حيث مشاركته في الحكومة، وذلك بعد أن أصدر البلاغ الأخير للأمانة العامة الذي فُهم منه أن «البيجيدي» الذي نوه بمواقف الاستقلال «التاريخية»، إلا أنه أصبح في خبر كان من حيث للتحالف الحكومي.. وكان عبد الإله ابن كيران قد أصدر بلاغا بعد صدور بلاغ الأحزاب الأربعة جاء فيه: بما أن المنطق يقتضي أن يكون لكل سؤال جوابا. » وبما أن السؤال الذي وجهتُه للسيد عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار يوم الأربعاء 4 يناير 2017 حول رغبته من عدمها في المشاركة في الحكومة التي عينني جلالة الملك يوم الإثنين 10 أكتوبر 2016 رئيسا لها وكلفني بتشكيلها، وهو السؤال الذي وعدني بالإجابة عنه بعد يومين، وهو الأمر الذي لم يفعل وفَضَّل أن يجيبني عبر بلاغ خطه مع أحزاب أخرى منها حزبان لم أطرح عليهما أي سؤال. فإنني أستخلص أنه في وضع لا يملك معه أن يجيبني وهو ما لا يمكن للمفاوضات أن تستمر معه حول تشكيل الحكومة. وبهذا يكون معه قد انتهى الكلام ونفس الشيء يقال عن السيد امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية. والسلام وحرر بالرباط في: 09 ربيع الثاني 1438 ه الموافق 08 يناير 2017م الإمضاء الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المكلف بتشكيل الحكومة « ذ.عبد الإله ابن كيران