أجرى محمد الشيخ بيد الله رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب – الاتحاد الأوروبي محادثات مع عدد من المسؤولين بالبرلمان الأوروبي وذلك بمناسبة الزيارة التي قام بها رفقة وفد عن مجلس المستشارين إلى بروكسل (8 و9 نونبر). وتمحورت هذه المحادثات بالأساس حول سبل تعزيز التعاون الثنائي وكذا مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال بيد الله في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الوفد المغربي أكد خلال هذه اللقاءات على أن المغرب والاتحاد الأوروبي يواجهان تحديات مشتركة تتعلق بالاساس بالهجرة وانتشار الإرهاب والسلم العالمي. وأبرز في هذا الصدد، الدور النموذجي للمغرب في معالجة ظاهرة الهجرة من خلال سياسة واضحة، أطلقها الملك محمد السادس، تحفظ كرامة المهاجرين، عرب وأفارقة، عن طريق تمكينهم من ولوج الشغل والتعليم والصحة ومختلف الخدمات الاجتماعية. كما أكد الوفد على دور المغرب الرائد في مجال حفظ السلام في عدد من مناطق العالم كالكوت ديفوار وإفريقيا الوسطى وكذا البلقان. من جهة أخرى، تم التأكيد خلال هذه اللقاءات على دور المغرب في الحفاظ على البيئة ودعم الطاقات المتجددة مشيرا في هذا الصدد إلى عزم المغرب تأمين 42 في المائة عام 2020 و52 في المئة في أفق 2030 من إجمالي الطاقة الكهربائية عبر مصادر الطاقة المتجددة. وفي موضوع آخر، قال بيد الله إن الوفد المغربي بحث مع المسؤولين الأوروبيين علاقات المغرب مع محيطه الإقليمي وخاصة إفريقيا جنوب الصحراء، مشددا في هذا الصدد على دور المغرب في تعزيز التعاون المشترك مع هذه البلدان خاصة في مجال المقاولات الصغرى والمتوسطة والصيد البحري والزراعة و » هو ما يشكل مبادرات استباقية للحد من الهجرة خاصة نحو أوروبا « . وأبرز بيد الله أيضا دور المغرب في الحرب على الارهاب، مشددا على أهمية التعاون الاستخباراتي والفعلي في هذا المجال بين المغرب وعدد من بلدان الاتحاد الأوروبي خاصة اسبانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا. وأكد الوفد المغربي خلال هذه اللقاءات على التفرد المغربي كبلد ينعم بالاستقرار في منطقة مضطربة بفضل انتقاله الديمقراطي ودعم التنمية المستدامة. وبخصوص قضية الصحراء، أكد بيد الله على أن المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة يشكل الحل الأنسب لهذا النزاع الذي يرضي جميع الأطراف. وشدد السيد بيد الله على أن المسؤولين الأوروبيين رحبوا بالتطور الذي عرفه ملف حقوق الإنسان وخاصة في المناطق الجنوبية للمملكة من خلال وجود ثلاث لجان جهوية لحقوق الإنسان بهذه الأقاليم تعمل باستقلالية تامة، بالإضافة إلى المنظمات الغير حكومية التي تنشط بكل حرية. كما أكد على أن الثروات الطبيعية بالمنطقة تستفيد منها الساكنة المحلية مبرزا التجهيزات التي أصبحت تتمتع بها الأقاليم الجنوبية للمملكة سواء على مستوى البنيات التحتية أو الخدمات الاجتماعية. وضم الوفد المغربي بالإضافة إلى محمد الشيخ بيد الله، فؤاد قادري عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، وثريا الحرش رئيسة مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وعبد السلام مريني عضو فريق العدالة والتنمية.