كانت اخر كلمات قالها صدام "اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا", وقبل ان يكمل الشهادة, اعدم بعد محاولة اولى فاشلة قام بها الربيعي نفسه، الذي نزل بعد ذلك الى الحفرة مع آخرين "ووضعناه في كيس ابيض، ثم وضعناه على حمالة وأبقيناه في الغرفة لبضعة دقائق". ونقل جثمان صدام في مروحية أميركية من ساحة السجن في الكاظمية إلى مقر رئيس الوزراء نوري المالكي في المنطقة الخضراء المحصنة.
ويقول الربيعي "مع الأس الطائرة كانت مزدحمة بالاخوة, فلم يبق مكان للحمالة (...) لذا وضعناها على الارض فيما جلس الإخوة على المقاعد. لكن الحمالة كانت طويلة، لذا لم تسد الأبواب، أتذكر بشكل واضح أن قرص الشمس كان قد بدا يظهر"، مشددا على أن عملية الإعدام جرت قبل الشروق، أي قبل حلول العيد.
وفي منزل المالكي "شد رئيس الوزراء على أيدينا وقال: بارك الله فيكم. وقلت له: تفضل انظر إليه، فكشف وجهه وراى صدام حسين"، بحسب ما قال مستشار الامن القومي السابق المقرب من رئيس الوزراء الذي يحكم البلاد منذ العام 2006.
وعن مشاركته في عملية الاعدام, يقول الربيعي الذي سجن ثلاث مرات في عهد صدام "لم اشعر بمثل ذلك الاحساس الغريب جدا. هو ارتكب جرائم لا تعد ولا تحصى ويستحق الف مرة ان يعدم, ويحيا, ويعدم, ولكن الاحساس, ذلك الاحساس احساس غريب مليء بكل مشاعر الموت".
ويوضح "هذا ليس بشخص عادي. لقد تسبب خلال حكمه للعراق بحروب عديدة (...) واستخدم الكيميائي ضد شعبه, وفقدنا مئات الالاف في المقابر الجماعية, والالاف في الاعدامات. لذلك كنت اعرف انه حدث تاريخي".
وتحدث الربيعي عن مجموعة ضغوط تعرضت لها السلطات العراقية قبيل اعدام صدام, منها قانونية, ومنها سياسية من قبل زعماء عرب.
وذكر ان مسار اعدام صدام انطلق بعد احد المؤتمرات المتلفزة بين المالكي والرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش, الذي سال المالكي, بحسب الربيعي, خلال اللقاء "ماذا تفعلون مع هذا المجرم؟", ليرد عليه المالكي بالقول "نعدمه"، فيرفع بوش ابهامه له، موافقا.