أشرف الملك محمد السادس، اليوم السبت بمقاطعة سيدي عثمان (عمالة مولاي رشيد)، على إعطاء انطلاقة البرنامج السوسيو- طبي للقرب لجهة الدارالبيضاء- سطات (2016- 2020). ويجسد هذا البرنامج التي تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، القناعة العميقة لجلالة الملك حيال جعل الحق في الولوج إلى الخدمات الصحية، أحد الركائز الأساسية لتعزيز قيم المواطنة، ومن أجل تحقيق تنمية بشرية مستدامة، شاملة ومندمجة. ويندرج البرنامج في إطار مخطط عمل المؤسسة الجاري تنفيذه، والرامي إلى دعم القطاع الصحي الوطني، وذلك من خلال تعزيز العرض الصحي القائم، وتحسين الولوج للعلاجات بالنسبة للساكنة الأكثر عوزا، وإدماج مقاربة اجتماعية تكميلية في آليات مصاحبة المرضى والمستفيدين. ويروم هذا البرنامج الجهوي تحسين وتعزيز البنيات التحتية الطبية على مستوى الجهة، وذلك من خلال إنجاز ثمانية مؤسسات طبية- اجتماعية وأربعة مؤسسات للعلاجات الطبية الأولية. ويتعلق الأمر بثلاثة مراكز صحية من المستوى الأول بعين الشق، الدارالبيضاء- أنفا وسيدي البرنوصي، ومركز صحي من المستوى الثاني بمولاي رشيد، ومركزين لطب الإدمان بكل من النواصر وسيدي البرنوصي، ومركزين طبيين- نفسيين- اجتماعيين بسيدي البرنوصي ومولاي رشيد. كما يتعلق الأمر بإقامة مركز للترويض وإعادة التأهيل بعين الشق، ومركز للعناية النفسية- الاجتماعية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، وفضاء صحي للشباب بمديونة، ووحدة للصحة العقلية بالنواصر. ويستهدف هذا البرنامج الطموح ساكنة يفوق تعدادها 1,5 مليون شخص، حيث يتوخى على الخصوص التكفل بالنساء الحوامل، والأطفال الذين يبلغ سنهم أقل من خمس سنوات، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. كما يروم النهوض بصحة الفم والأسنان لدى الشباب، والإدماج الاجتماعي للمرضى المصابين باختلالات عقلية، وتقويم الوظيفة الحركية النفسية لدى الأشخاص في وضعية إعاقة، والتكفل بالأشخاص المدمنين. وبغية إنجاز هذا البرنامج، تم رصد غلاف مالي إجمالي قدره 65 مليون درهم، ممولة في إطار شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة الصحة، ومجلس الجهة، ومجلس العمالة، والمركز الاستشفائي الجامعي ابن الرشد بالدارالبيضاء. وبهذه المناسبة، أشرف جلالة الملك، حفظه الله، على إعطاء انطلاقة أشغال بناء مركز صحي من المستوى الثاني بحي سلامة بمقاطعة سيدي عثمان، ومركز طبي- نفسي- اجتماعي بمقاطعة مولاي رشيد، ومشروعين يشكلان جزء من البرنامج السوسيو- طبي للقرب لجهة الدارالبيضاء- سطات (2016- 2020). وسيمكن المركز الصحي من المستوى الثاني بسيدي عثمان (6 ملايين درهم)، البنية الصحية المرجعية، من تحسين الولوج للعلاجات الطبية للقرب بالنسبة لساكنة يفوق تعدادها 50 ألف نسمة ينحدرون من أوساط معوزة بحي سلامة. وانطلاقا من تصنيفه (المستوى الثاني)، سيحفز المركز المزمع إنجازه علاج وتتبع المرضى الذين تم الكشف عنهم عند المستوى الأول، وذلك بفضل تكفل منسق يتيح تدخل عدة تخصصات. وستنجز هذه البنية على قطعة أرضية مساحتها 2244 متر مربع في أجل 8 أشهر، حيث سيشتمل على قاعات للعلاجات (الطب العام، الكشف عن أمراض القلب، طب الكلي، أمراض الغدد، طب العيون، الصحة العقلية، صحة الأم والطفل)، وطب الأسنان، وفضاء للتربية الغذائية. أما المركز الطبي- النفسي- الاجتماعي (5 ملايين درهم)، فسيلبي النقص الحاصل في البنيات التحتية الطبية المخصصة للتكفل النفسي- الاجتماعي بالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية. وسيمكن هذا المركز الذي يعد مؤسسة للاستقبال وإعادة التأهيل النفسي- الاجتماعي، من علاج الأمراض العقلية عبر تنمية القدرات العلائقية وإمكانيات التعلم لدى المرضى، وتعزيز استقلاليتهم وثقتهم في ذواتهم. وسيشتمل هذا المركز الذي سيشيد على قطعة أرضية مساحتها 1429 متر مربع في أجل 12 شهرا، على قطب طبي يضم قاعات للفحص في الطب العام والطب النفسي والعقلي، وقطب جماعي يحتوي على قاعات للحلاقة والتجميل، والتعبير الجماعي والفني، والرياضة، وفضاء جمعوي ومكتبة وسائطية. وتأتي مختلف هذه المشاريع، ذات القيمة الاجتماعية المضافة العالية، لتعزيز مختلف المبادرات التنموية التي تنجزها مؤسسة محمد الخامس للتضامن على مستوى جهة الدارالبيضاء- سطات، لفائدة الساكنة المعوزة.