أظهرت دراسة أنجزتها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، حول « الصور النمطية القائمة على النور الاجتماعي » أن القيم التي تبثها الوصلات الإشهارية المقدمة على القناتين العموميتين الأولى والقناة الثانية تعكس رؤية أبوية بطريركية لوضعية الرجال والنساء والعلاقات الاجتماعية القائمة على النوع . وكشفت الدراسة، أن تحليل 138 وصلة إشهارية، حصر حضور المرأة أساسا في الفضاء الخاص، تحديدا » الفضاء المنزلي والحياة العامة » ، وفي الدور التقليدي للزوجة والأم « المسؤولة عن راحة أفراد العائلة، والخاضعة للدعم المادي للرجل، ولنصائح الآخرين وتقييماتهم النقدية »، وفق الدراسة. ورصدت الدراسة كذلك حصر الرجل عموما بالفضاء العام « الفضاء المهني والحياة الاجتماعية » ، حيث تم تسجيل أنه « عندما يكون الرجل داخل البيت، يظهر فاعلا سلبيا يركز على نفسه، تغذيته، جريدته، برنامجه التلفزي.. ، و »خارج البيت هو الممول، المسؤول عن الأمن والراحة المادية للأسرة ». وكشفت الدراسة أن من بين 138 وصلة إشهارية تم تحليلها، « لم يحدث أن ظهرت امرأة تقود السيارة أو تتزود بالوقود في محطة بنزين، ولم يحدث أن ظهر رجل يطبخ أو يغير حفاظة رضيع » و خلصت الدراسة إلى أنه وبالرغم من أن بعض الوصلات، على قلتها، تقدم النساء في سياق تثميني، « امرأة نشيطة، مستقلة، تتوفر على رأي خبرة.. »، فإن « هذه المبادرات الإيجابية سرعان ما تكبح، في الوصلة نفسها، بالعودة بها إلى الدور التقليدي، مما يحد من تأثيرها »..