استنتج تقرير ل الهاكا حول صورة المرأة في الإعلام السمعي البصري، أن الإشكالات المتعلقة بصورة المرأة في الإعلام السمعي البصري لا تنحصر في المضامين والأحكام والتمثلات المروجة عنها، بل إن الأمر يتعدى إلى حضورها الكمي نفسه أي إلى حضورها المادي على الشاشة أو على الأثير كصحفية أو متحدثة أو خبيرة أو فاعلة أو مهتمة بالشأن العام أو موضوع خبر. في الخطاب الاشهاري : صورة نمطية استنتج تقرير الهاكا، أن المادة الاشهارية المتداولة تقتصر على نقل الأدوار التقليدية للمرأة فقط، وهي بذلك تساهم بشكل بارز في تكريس الصورة النمطية نظرا لتميزها عن باقي البرامج بكونها تستمد قوتها وفعاليتها وأثرها من الإلحاح والتكرار. مضيفا أيضا بأنه يتم إقحام صورة المرأة في أغلب الوصلات الاشهارية الخاصة بالمنتوجات الغذائية ومواد التنظيف، وتبدو فيها تحت تأثير الخوف من رد فعل الزوج أو الحماة أو بصفتها المعنية بنظافة البيت وتقديم الوجبات للأسرة أو ثرثارة أو منشغلة بالجسد والجمال والأناقة فقط. إضافة إلى أن الوصلات الاشهارية لم تخرج عن التوجه المتمثل في تكريس الصورة النمطية عن المرأة، كأنها المعنية الأولى بعالم الاقتناء والاستهلاك والاهتمام الحصري وربما الطبيعي بكل ما هو منزلي من تغذية ونظافة واهتمام مبالغ فيه بأناقة المظهر حيث لا يخاطب الاشهار المرأة في أغلب الأحوال إلا من خلال هذه الزوايا وما شابهها. في الإعلام التلفزي : تقسيم تقليدي للأدوار بين الرجل والمرأة ذكر التقرير أن القنوات التلفزية لا تخصص حيزا زمنيا في شبكة برامجها لبرامج تتناول موضوع المرأة في أبعاده المختلفة، اجتماعيا وثقافيا أو سياسيا أو اقتصاديا، أو تعرف بقضايا وخصوصية المشاكل والمعيقات التي تواجه النساء. على الرغم من أن بعض القنوات ملزمة بذلك قانونيا. كما استنتج أن الإعلام التلفزي يعتمد بشكل كبير التقسيم التقليدي للأدوار والاهتمامات والانشغالات بين الرجل والمرأة، ولا يستحضر عمق التحولات الجارية مما يقلص من دوره في التعريف بقضايا المرأة والمعوقات التي تواجهها من خلال برمجة هادفة، ويضعف دوره كإعلام عمومي موكول إليه مهام المرفق العام المتجلية في تنوير وتطوير الرأي العام بصدد تلك المعوقات والحلول الممكنة لها. في الإعلام الإذاعي : تدبير شؤون البيت والعناية بصحة الأسرة والاهتمام بالشكل والأناقة استنتج تقرير(الهاكا)، أن الإعلام المسموع يقدم مقاربة إعلامية مختلفة عن الإعلام المرئي، وأنه على الرغم من هذا التميز، يكرس هو الآخر صورة نمطية إذ يحصر دور المرأة في تدبير شؤون البيت والعناية بصحة الأسرة والاهتمام بالشكل والأناقة. أما البرامج الدينية فلاحظ التقرير أنها تتضمن نوعين من الخطاب (محافظ وحداثي)، وتتميز هذه البرامج بانفرادها بمعالجة مواضيع تهم علاقة المرأة بالمجتمع، وتجتهد لتقديم نماذج نسائية في التاريخ الإسلامي بطريقة تشجع النساء على اقتحام الفضاءات العمومية من وجهة نظر دينية.