"إعلان تلفزيوني" لمسحوق للشركة الأمريكية "بروتيكت أند كامبل" فتح نقاشا كبيرا حول مدى استغلال صورة المرأة في الإعلام. فوزية العسولي، رئيسة الرابطة الديموقراطية لحقوق المرأة، راسلت الهاكا ومجموعة من الوزرات لوقف بث الوصلة الإعلانية وانتقدت بشدة الممثلة فاطمة خير التي رفضت التعليق على اتهامات رئيسة الرابطة الديموقراطية لحقوق المرأة بتشويه صورة المرأة في وصلة إعلانية على التلفزيون، وقالت "لا أريد أن أدخل في هذا النقاش"، وتساءلت فاطمة خير "شكون هي هاد فوزية العسولي" وبعد تقديمها كرئيسة للرابطة الديموقراطية لحقوق المرأة، ردت "هم رابطة ديموقراطية، ونحن في بلد ديموقراطي، هي لها الحرية أن تقول ما تريد وأنا حرة فيما أعمل". وحول إذا ما كان رسالة تلك الوصلة تعبر عن موقفها، رفضت فاطمة خير الإجابة أو حتى التعليق. ومن جهتها اعتبرت الباحثة نادية لمهيدي، "إضافة مسيرة الصابون" مسألة خطيرة.فوزية العسولي اتهمت الممثلة فاطمة خير بالسعي وراء المال على حساب حقوق المرأة وقالت "حشومة على جوج فرنك دير بحال هاد الشي (حرام أن تجري ممثلة في حجمها على المال"، وأضافت إن الإعلان التلفزيوني أساء للمرأة الصحافية أولا وللمرأة المغربية ويكرس صورة نمطية تمس بمكاسب المرأة، وأضافت أن توظيف الممثلة فاطمة خير "يترك خلطا كبيرا لدى المشاهد المغربي"وقد بعثت العسولي رسائل قبل أقل من أسبوع إلى الوزير الأول ووزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة ووزيرة الأسرة والتضامن، بالإضافة إلى رئيس "الهاكا" (المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري)، وطالبتهم بالتدخل لإيقاف هذه الوصلة المسيئة للمرأة ولقضاياها.ولم تتوصل بعد بأجوبة على تلك الرسائل. ويحق ل"الهاكا" أن تسحب إعلانا تلفزيونيا تراه ماسا بصورة المٍرأة أو غيرها، كما يحق لجمعية من جمعيات المجتمع المدني أن تشكل نفسها كطرف وتطالب بسحب الإعلان.ما أغضب العسولي هو أن هذه الوصلة الإعلانية مناقضة للتوجه العام للدولة، وقد طالبت بالحاجة إلى إصدار قانون شامل لمناهضة كافة أشكال العنف ضد النساء الرمزي منه (كقضية الوصلة الإشهارية) والمادي، وأوضحت "إننا بحاجة إلى آلية وقائية وحمائية ودرعية لحماية المرأة". من جهتها طالبت نادية لمهيدي، الاستاذة الباحثة بالمعهد العالي للاعلام والاتصال، والتي تشتغل منذ سنوات على تفعيل ميثاق وطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام المغربي، ب"خطة تنفيذية لتفعيل الميثاق" عبر تحسيس الفاعلين به وإشعار الجميع بأهميته، وقالت "نهيئ خطة لتفعيل هذا الميثاق".وتوقعت أن تكون الممثلة فاطمة خير قامت بذلك الإعلان "دون سوء نية" و"دون إلمام بهذا الملف الأساسي" مؤكدة أن صورة المرأة في الإعلام "مؤشر يعتمد على تصنيف المغرب دوليا" و"هو ملف حساس".لكن ما الذي جعل العسولي تنتفض على إعلان يصور صحافية تصور مسيرة نسائية خرجت للمطالبة بالمسحوق؟بالنسبة للباحثة في الموضوع نادية لمهيدي، فإن الإعلان المذكور "كرس كلشي" لما صور مسيرة نسائية تنادين "لا تنازل لا تنازل عن لبيوضية"، كيف؟ لأن فاطمة خير والشركة المنتجة للإعلان خلقت مسيرة ثالثة بالإضافة إلى المسيرتين التاريخيتين حول الخطة الوطنية للتنمية البشرية، مسيرة الرباط التي شاركت فيها الحركات النسائية والجمعيات الحقوقية، ثم مسيرة الرباط التي قادها الإسلاميون، وأضافت الباحثة أن تكسير هذه الصورة بإضافة "مسيرة الصابون"، وأكدت أن إعلانات مثل هذه التي تعاني فقرا على مستوى الإبداع، "تضرب المكتسبات"، لأنها تزامنت مع نقاش في "قلب الحكامة الجديدة" حيث تطالب النساء بكوطا في الجماعات المحلية، ثم أضافت "فاطمة خير ضربت صيرورة أمة"، و"ليس لها الحق أن تكون بسيطة وساذجة في التعامل مع قضية وطنية بتلك الطريقة".وطالبت الباحثة أن ممثلة مقتدرة مثل فاطمة خير، باعتبارها من قادة الرأي في المغرب، عليها أن تستخدم إشعاعها الوطني والعربي ومصداقيتها لتفعيل خطاب ينصف المرأة، كما دعت إلى إدماج أمثالها في الدفاع عن قضايا البلاد الأساسية.هذا الإشهار الحاط من قيمة المرأة، هو لشركة أمريكية "بروتيكت أند كامبل"، معروفة بصناعة أنواع المسحوقات.وفيما يلي نص الميثاق: المرأة محصنة إعلاميايوم 15 مارس 2005 وقع في العاصمة الرباط على ميثاق وطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام المغربي. ويهدف الميثاق الى تعبئة مختلف الفاعلين الإعلاميين والسياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين للانخراط في تكريس ثقافة المساواة بين الجنسين واحترام كرامة الانسان في الاعلام، وبلورة استراتيجية اعلامية تعتمد مقاربة النوع الاجتماعي، بهدف الارتقاء بصورة النساء في مختلف وسائل الاعلام ووسائط الاتصال والنهوض بوضعية الاعلاميات واشراكهن في صناعة القرار.ويشار الميثاق الى ان الصورة المقدمة عن المرأة في غالبية وسائل الاعلام المغربية، هي صورة نمطية يتم حصرها في نماذج: المرأة التقليدية والمرأة الجسد والمراة السطحية. وتظهر صورة المرأة من خلال هذه النماذج، كائنا سلبيا مستهلكا وغير منتج.واعتمد الميثاق الذي تم توقيعه من طرف كتابة الدولة المكلفة الاسرة والطفولة آنذاك ووزارة الثقافة ووزارة الاتصال والنقابة الوطنية للصحافة المغربية واتحاد وكالات الاشهار وجمعية مهنيي الاشهار، على مجموعة من المبادئ والمرجعيات، من بينها احكام الشريعة الاسلامية والدستور المغربي والاتفاقيات الدولية في مجال حقوق الانسان ومحاربة اشكال التمييز ضد المرأة. ويدعو الميثاق قطاع الاعلان المغربي الى عدم استغلال جسد المرأة في الدعاية التجارية، وذلك باستعمال ايحاءات او صور او رموز تسيء لصورة النساء او تمس كرامتهن.