حينما فكرنا في اجتماع هيئة تحرير « فبراير.كوم » في الوصول إلى بائعة « مولات الحلوة والبغرير »، انطلقنا من سؤال بسيط: لماذا أحرقت نفسها على طريقة « البوعزيزي »؟ ما الذي جرى بالضبط، كي تضرم « مي فتيحة » النار في جسدها وتكتوي بنار، جعلت الساعات الأخيرة من حياتها جحيما؟ ما الذي وقع بينها وبين « القايد » و »المقدمين »؟ أسئلة بسيطة تحتاج لأجوبة على لسان كل الأطراف.. « فبراير.كوم » طرقت الأبواب وإليكم البداية مع شهادات صادمة نبدأها مع هند ابنة « مي فتيحة » رحمها الله. « ذاك النهار كنا جالسين.. كلينا ضحكنا.. قالت ليا أنا نخرج نبيع ونشري.. جاني التلفون قالوا ليا الوالدة ديالك تحرقات.. ضربها القايد ونهصرها وعرا ليها شعرها وهزها في الصطافيط وتكرفسوا عليها .. الواليدة ديالي نفسها صعيبة.. منها امرّة ومنها راجل.. حسات بالحكرة والضعف والظلم.. مشات وحركات راسها.. » الكلمات لهند ابنة بائعة المسمن والبغرير والحلويات المغبونة التي دفنت في القنيطرة أمس الأربعاء 13 أبريل الجاري. قالت ل »فبراير.كوم »: » تا عيطوا عليا مصدقش.. مشيت عندها للطبيب.. قالت بنتي راه حكروني.. حكروها وظلموها.. علاش؟ واش الدرويش مبقاش يعيش؟ ملي متبيعش أش تاكل؟ ملي تدير ليها هكاك.. كيفاش يعيش الدرويش؟ انت قانون تحميني ماشي تظلمني !! وظلم ليا الواليدة ! مبغيتش نضيع فيها.. مشيت للسبيطار كملوا ليا اللي باقي.. جريت.. شريت لميمتي الدوا.. كتقول لي بنتي راه شاعلة فيا العافية.. قلت ليها لا علاش امي درتي هادشي بقاي غير في الدار.. قالت راه ظلموني ابنتي » « رجعت لقيتهم طاروا بيها هزوها من المستعجلات وداوها لداك البيت ! واش فقلوبهم الرحمة.. داوها لواحد البيت وسدو عليها قلت لهم خليوني نشربها ونقابلها، ولكن الشرطة مخلاتنيش ! قلت ليهم فتشوني خلوني غير نقابلها.. دوزات 12 ساعة وهي مسدود عليها وبوليسي واقف عليها.. وفاش دخلت وشفت فيها تصدمت وتحرقت.. لقيتها في حالها يرثى ليها، حتى الدوا اللي جبتو ليها مادروهش ليها.. قالت ليا بالحرف راني كنتعدب ابنتي، قلت ليها ملقيتش ليك الجهد ولا كلشي بالمعارف والكليان.. انا رزاوني في ميمتي اللي حاضناني « هكذا تواصل الشابة هند قصتها التي أصرينا في « فبراير.كوم » أن نسردها كما هي بلغتها الدارجة التي تفضح كل شيء، وتضع الأسئلة الحارقة على الجرح. « ملي دازت ديك اللحظة جاتها لاكريز .. بدات كتهز وتحط جريت وجبت ليها الشاريو، قلت ليهم انا مزاوكة ندي مي كلينيك.. بقاو كيدزو في الوقت.. ملي عطاوني الورقة وصلات الرابعة العشية.. بقيت كنبوس اليدين والرجلين.. وفي الاخير قالوا ليا لقينا البلاصة في كازا.. اسيدي يا ربي مشوية ومكوية في واحد الحالة حسبي الله ونعم الوكيل.. ملي ديتها.. ملي دخلانها لسبيطار مريزكو في كازا، شفوها الطبيبات وتصدموا.. قالوا لي فين كنتي.. كان غير وقع هادشي تجيبيها.. قالوا ليا ختي تعطلتي بزاف.. دارو لي فجهدهم وقالوا ليا خصها عملية عدسة في الحنجرة باش تنفس.. هزيتها درت ليها عملية قالوا تعطينا البطاقة وانا معنديش نسيتها بالتلفة.. وفي الأخير هزات يديها في الانعاش باش تتسامح معايا وماتت » « وهاشي كلو علاش؟ ياك امي غير إمرأة محبوبة وكتبيع حلوة فسطايل « قالت هند بكلمات لها أكثر من معنى: » أنا بغيت حقي يبان.. بغيت سيدنا يشوفني ويحن من حالي.. بغيت المغرب كلو يناضل ويوقف معاها باش تبان الحقيقة.. أي واحد عندو أم ميبغيهاش تتظلم؟ وشكون غايحكرها المخزن.. يعني ماشي انسان عادي وجاهل.. يعني قاري القانون.. تجي وتضربها ماشي حرام عليك .. »