وقعت كل من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والجامعة الاسبانية الكالا دي ايناريس، اليوم الثلاثاء بالرباط، على مذكرة تفاهم تروم تطوير وتحسين تدريس اللغة الاسبانية بالمؤسسات التعليمية المغربية. وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فإن هذه المذكرة على الخصوص، والتي وقعها كل من الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية يوسف بلقاسمي ورئيس جامعة الكالا دي ايناريس السيد فرناندو غالبان ريولا ريولا، تهدف إلى تحقيق مشاريع تربوية وثقافية مشتركة في مجال تدريس اللغة الاسبانية لفائدة الأساتذة والتلاميذ ومراكز التفتح، وذلك من خلال برامج عبر الأنترنت لدعم تدريس هذه اللغة في المدارس الابتدائية والثانوية. وسيتم بموجب هذه المذكرة، تجريب هذا المشروع بأربع ثانويات تأهيلية بكل من الدارالبيضاءوالرباط وتطوان، وكذلك بثلاثة مراكز للتفتح بكل من الداخلة وفاس ووجدة. كما سيتم تنظيم دورة تكوينية للمنسقين والأساتذة المعنيين بالمشروع، من أجل دعمهم وإكسابهم مهارات جديدة في تدريس اللغة الإسبانية. وفي كلمة له بالمناسبة، أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، على الأهمية التي يوليها المغرب لتدريس اللغة الإسبانية ضمن الاصلاح الذي باشره لمنظومته التربوية، والذي يؤكد على أهمية اللغات الحية، مضيفا أن التوقيع على هذه المذكرة خطوة في اتجاه تعزيز حضور هذه اللغة بالمغرب. من جهته، أشاد سفير اسبانيابالرباط، ريكارد دييث اوشلييتنر رودريغيث، بالأهمية التي يوليها المغرب للغة الإسبانية، مضيفا أن لبلاده إرادة لتعزيز حضور لغة ثربانتيس بالمملكة، وهو ما يتجلى في تواجد 12 مركزا عموميا للتعليم في المغرب وكذلك ستة معاهد ثربانتيس، فضلا عن تعاون عدد من المؤسسات العمومية الاسبانية مع السفارة في هذا الاتجاه، كما هو حال جامعة الكالا دي ايناريس. وعبر السفير الاسباني عن استعداد بلاده لمزيد من التعاون مع المغرب، الذي « يعيش تطورا وتحديثا تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس ». بدوره ، قال رئيس جامعة الكالا دي ايناريس السيد فرناندو غالبان ريولا إن هذه الجامعة لديها تقليد عريق في تعليم وتطوير اللغة الاسبانية، مذكرا بأن العديد من الكتاب والمفكرين الاسبان كانوا طلبة بالجامعة. وأضاف غالبان ريولا أن جامعة الكالا دي ايناريس تحتضن مراسيم إحدى أهم جوائز الأدب وهي جائزة ثربانتيس التي سلمت مؤخرا لكاتب اسباني يقيم بمراكش هو خوان غويتيسولو وهو ما يؤشر بحسبه للعلاقات الوثيقة التي تجمع بين المغرب واسبانيا. وفي تصريح للصحافة، أكد سفير اسبانيا بالمغرب اوشلييتنر رودريغيث أن التوقيع على هذه المذكرة يشكل تجسيدا واضحا وملموسا لإرادة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، وذلك بتعاون مع إحدى أعرق الجامعات الاسبانية، من أجل دعم حضور اللغة الاسبانية في المنظومة التربوية بالمغرب، من خلال برنامج عصري عبر الأنترنت يمكن تلاميذ التعليم الابتدائي والثانوي من تعلم هذه اللغة. وأضاف السفير الاسباني أن هذه المذكرة تعكس إرادة الرباط ومدريد من أجل التعارف والتقارب بين الشعبين وبالتالي تعزير أواصر الصداقة من أجل مصلحة البلدين. من جهته، أشار الكالا دي ايناريس السيد فرناندو غالبان ريولا إلى أن مذكرة التفاهم بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والجامعة الاسبانية الكالا دي ايناريس ستسمح لهذه الأخيرة بنشر اللغة الاسبانية بين التلاميذ المغاربة، ابتداء من المستوى الابتدائي فما فوق، وذلك من خلال برنامج عصري ومواد تعليمية إلى جانب الى مواد المقرر المدرسي. وفي تصريح مماثل، قال رشيد بلمختار إن التوجيهات الملكية في اجتماع المجلس الوزاري ل 6 فبراير، أكدت أن اللغات أصبحت من الأهداف الأساسية لإصلاح التعليم بالمغرب. وأضاف الوزير أنه في إطار الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، فإن الاسبانية ستكون إحدى اللغات الأجنبية التي ستدرس في المؤسسات التعليمية المغربية إلى جانب لغات أخرى أهمها الانجليزية، وذلك في مستوى الثانوي التأهيلي، بالإضافة إلى مراكز التفتح التي يتم الآن إنشاؤها على صعيد الاكاديميات وفي ما بعد على صعيد النيابات. يذكر أن التعاون المغربي الاسباني تؤطره اتفاقية ثقافية وقعت بالرباط في 14 أكتوبر 1980، واتفاقية الشراكة الاستراتيجية في مجال تطوير التعاون الثقافي والتربوي والرياضي التي وقعت بالرباط في 3 أكتوبر 2012.