أكد أستاذ العلاقات الدولية والحياة السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش ادريس لكريني، في اتصال له مع "فبراير.كوم" أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه قبل يومين، الوزير الأول التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، لم يأت متأخرا وأنه اتصال "طبيعي وعادي جدا"، ويدخل ضمن المجاملات السياسية الاعتيادية بين مسؤولي الدول والحكومات، إلا أن ما يمنح الخصوصية لهذا الاتصال حسب ذ. لكريني، هو أن لحزبي العدالة والتنمية التركي والمغربي ذات المرجعية الإسلامية. واعتبر لكريني في تصريحه ل"فبراير.كوم" أن من شأن قبول بنكيران للدعوة الموجهة إليه من طرف أردوغان لزيارة بلاده، أن يقوي العلاقات بين البلدين على أكثر من صعيد، باعتبار أن التجربة التركية مميزة في المنطقة العربية خاصة، والتي قادها حزب العدالة والتنمية "بحذر" في ظل التغيرات السياسية بتركيا العلمانية، والتخوفات الأوربية التي كانت سائدة حول تسيير حزب إسلامي لها، كما أن الخبرات التي اكتسبتها تركيا من خلال مساعيها الدبلوماسية في الثورات العربية، وملأها للفراغ السياسي الذي خلفه العراق في عدد من القضايا والملفات، يجعل من خبراتها أمرا مهما على حكومة بنكيران الاستفادة منه، وإن لم تكن لحزب العدالة والتنمية المغربي المتزعم للحكومة المغربية، يضيف لكريني، ذات القوة الدبلوماسية، باعتبار أن الملفات الخارجية تدار من طرف المؤسسة الملكية. وأكد لكريني في رده على سؤال بخصوص إمكانية العمل ما بين حزبي العدالة والتنمية المغربي والتركي، على استنساخ التجربة السياسية لهذا الأخير في منطقة شمال إفريقيا عبر المغرب "أن الأمر مستبعد تماما لاختلاف السياق التاريخي والسياسي والاقتصادي والبشري للحزبين، مع التباين في برامج كل منهما، وكذلك مع مشاطرة حزب العدالة والتنمية المغربي تجربته الحكومية مع ثلاثة أحزاب أخرى لها توجهاته أيضا، في حين ينعم حزب العدالة والتنمية التركي بأغلبية مريحة، إلا أن هذا الأمر لا يمنع من " الانفتاح" على التجربة التركية والعمل على تعزيز علاقاتها مع المغرب".