جمعهم الفايسبوك بعد أن فرقتهم الحياة لأزيد من 30سنة، ومضوا في رحلة بحث عن أستاذهم الذي رافقهم طيلة المرحلة الإعدادية ليفاجؤوه بخطوة رائعة أمام جيل يضرب أساتذه بالحجارة أو يفاجؤه بسكين غادر، هي عودة إلى زمن تبجيل المعلم « قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا ». « اختار أن يدرسنا اللغة الفرنسية طيلة 3 سنوات كقسم نموذجي بإعدادية ولي العهد سابقا « إعدادية محمد السادس حاليا » بطنجة، وكان يشجعنا أنذاك على الإبداع وكتابة الشعر والقصة القصيرة باللغة الفرنسية ما بين سنة 80 و84، ويطبع أعمالنا من ماله الخاص ليوزعها على باقي التلاميذ تشجيعا لهم »يقول الرحماني عثمان في تصريح ل »فبرايركوم » ويضيف المتحدث نفسه: » فرقتنا الحياة بعدها واختار كل منا توجها مختلفا، لكن ما زرعه أستاذنا للغة الفرنسية بالإعدادي، ظل راسخا في أذهاننا، وبعد مضي أكثر من 30 سنة التقينا بالفضاء الأزرق، قبل أن نمضي في رحلة بحث عن أستاذ زرع فينا الأمل، وتخرج منا الطبيب والمهندس والأستاذ الجامعي ». « وجدنا رقم هاتف أستاذنا عبر أحد أصدقائنا والتقينا به، أخبرنا أنه حاول تكرار نفس تجربة القسم النموذجي، لكن إدارة الإعدادية رفضت، فقرر العودة إلى مدينته بركان، حيث مكث هناك إلى أن تقاعد » يحكي عبد الرحمان ل »فبراير.كوم » بكثير من الفرح : » أستاذنا لم تغير فيه السنين شيئا، عدا ملامح وجهه وبياض شعره، اعتقدنا أننا فاجأناه بالسؤال عنه كنوع من الاعتراف، ففاجأنا بأعمالنا التي كتبناها منذ 30 سنة، نعم فاجأنا لأنه لازال محتفظا بها « . وتابع الرحماني قائلا: » نظمنا لقاء مع أستاذنا لإعداديتنا، كما اتصلنا رفقته بباقي أصدقائنا خارج أرض الوطن، بكل من أمريكادبيبلجيكااسبانيا عبر سكايب، تحدثنا عن ذكرياتنا وأحوالنا.. كان لقاء رائعا مليئا بالفرح والحنين، وبعدها فكرنا كيف نرد أفضال أستاذنا علينا، وكانت عبارة عن بطاقتي سفر للديار المقدسة أحسن هدية لهذا المربي الفاضل وزوجته ». وختاما أوضح االسيد عثمان الرحماني أن الهدف من هذه المبادرة كان لسببين، الأول ليعطي الشباب مثالا يشجعه على الكد والاجتهاد، ويعلمه ثقافة الاعتراف ونكران الذات، والثاني يعيد الثقة للمربي لزرع الخير في الأجيال الصاعدة لأنه حتما سيحصده.