شاءت الأقدار أن يفقد والدته في مشهد إنساني قاس إبان ثورة الملك والشعب، مشهد حادثة سير عاشها الطفل محمد ذو الثلاث سنوات، لا تزال مطبوعة في ذاكرته، يسترجع تفاصيلها كأنها وليدة اللحظة الراهنة. ويقول محمد مفتاح كما ورد في ملف في العدد الأسبوعي ليومية "الأخبار" أن رصاصة أطلقها جندي تابع للقوات الفرنسية استقرت في رأس والدة مفتاح، فسقطت صريعة مضرجة في دماءها، مرت ثماني ساعات، والأم ملقاة على بطنها بأحد شوارع الحي المحمدي.
ما يزال محمد يتذكر: أتذكر تلك اللحظات العصيبة التي قضيتها وأنا أخضب يدي بدم والدتي إلى أن تختر .. مرت ساعات طويلة على وفاتها، من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود السادسة مساء، وأنا مقيد بقطعة ثوب (حمال) على ظهرها".
وينهي مفتاح هذه الحكاية المؤلم، ويقول إن تلك الحادثة كانت بداية اليتم والحرمان اللذين ظلا رفيقاه في معركة الحياة...