عاش سكان حي لغزافية بمدينة بني ملال ليلة سوداء، لم يعرفوا معها طعم العيد، لم يصدق أحد منهم فصول الجريمة الشنعاء التي كان مسرحها منزل ببلوك 5 بعد صلاة العشاء من ليلة الثلاثاء الماضي، لقد قتلت فاطمة وابنتها على يد ابنها «ع» طعنا بسكين شحذ لنحر كبش العيد. «ع» الشاب العشريني لم يفكر أبدا في عاقبة ما هو بصدد فعله، صعد إلى السطح حيث كانت والدته «فاطمة » ترتب أمور البيت وتستعد لاستقبال أول أيام عيد الأضحى، كانت ككل النساء سعيدة بتهييئها كل صغيرة وكبيرة قد تحتاجها العائلة، فجأة صعد «ع» إلى سطح المنزل بحثا عن والدته، نقاش بسيط حدث بين الابن ووالدته ومرت اللحظات سريعة قبل أن تكون الأم صريعة ضربة السكين بعد تلقيها ضربة قاتلة من ابنها على مستوى بطنها، لم تكن محاولة الابنة «ابتسام» ذات ال24 ربيعا، لتؤخر قدر والدتها وقدرها أيضا، لم تكن تعلم أنها بمحاولتها فض نزاع والدتها والابن الهائج تقرب أجلها أيضا، فأثناء ذلك وجه إليها الأخ طعنة على مستوى البطن والرقبة لم تترك لها حظا وسقطت الأم والشقيقة في لحظة طيش جثتين هامدتين في ليلة فصولها مؤلمة. خرج الشاب من المنزل في حالة «هيستيرية» إلى الساحة المقابلة للمنزل، تذكر السكين التي تقطر بدماء والدته وشقيقته، حاول إخفاءها بجانب كوخ الحارس الليلي للحي، انتبه الجيران والمارة للصراخ الذي كان منبعثا من البيت الذي شهد فصول القتل الدامية، تجمهر السكان حول الشاب وطوقوه قبل تسليمه لرجال الأمن. انشغل أقارب الضحايا والجيران بتجهيز الأم وابنتها للدفن يوم العيد، حلت فرقة خاصة من الأمن الوطني تقدمت موكب تشييع الجنازتين، كان أب الأسرة رجل أمن معروف في المدينة، قتل بدوره قبل سنوات من طرف مجرم أثناء أداء واجبه، لتعيد جريمة قتل الوالدة والشقيقة فتح سجل ذكريات مؤلمة عاشتها الأسرة قبل عقدين من الزمن لدى من تبقى من أفراد الأسرة. فتحت مصالح الأمن تحقيقا مع الشاب الحاصل على دبلوم في التكوين المهني لمعرفة أسباب الجريمة الشنيعة التي آلمت كل من سمع بها، بينما يتذكر الجيران والأقارب آخر لحظات الضحيتين في حياتهما مشفوعة بدعوات الترحم والدموع.