فداء التي « ناضلت » لتكون معلمة الصف الأول الأساسي، بحسب قولها، لتزرع فيهم القيم والأخلاق والقواعد والنظام في أولى مراحلهم المدرسية، وصفت لحظة علمها باختيارها ضمن أفضل خمسين معلماً بالعالم ب »الصدمة ». وقالت: « كانت صدمة كبيرة عندما وصلتني الرسالة باختياري ضمن أفضل خمسين معلماً، خاصة أنه تم اختيار ثلاثة معلمين فلسطينيين، ومعلم أردني، أي أننا نحن الأربعة فقط من نمثل العالم العربي في هذه المسابقة، وهذا فخر كبير لنا ». تواصل حديثها وتقول: « فلسطين برغم صغرها وقلة إمكاناتها تم اختيار ثلاثة معلمين منها، بالمقابل اختير ثلاثة من بريطانيا وثلاثة من اليابان، ودول أخرى كبيرة لديها إمكانات وقدرات لا تقارن بإمكاناتنا المتواضعة ». وأوضحت المعلمة أن المسابقة بدأت عبر مراحل، حيث بدأت بترشيح نحو 8 آلاف معلم حول العالم، اختير منهم 50، وفي المرحلة المقبلة سيتم اختيار عشرة معلمين، وتنتهي باختيار أفضل معلم بالعالم ». وحول تطلعها للوصول إلى لقب أفضل معلم قالت فداء « بداية لم يخطر ببالنا أنه سيتم اختيارنا فعلاً ضمن أفضل خمسين معلماً، ليس لعدم ثقتنا بأنفسنا أو قدراتنا، لكن عندما كنا نقارن الإمكانات والقدرات والوسائل التكنولوجية المتاحة لنا مع الدول المتقدمة بالعالم وحتى الدول العربية الأخرى، كنا نلحظ الفرق الشاسع فيما بيننا ». وأضافت: « نحن الآن نتطلع للمرحلة المقبلة وهي (Top 10)، وأسأل الله أن يكون أحدنا نحن الفلسطينيين الثلاثة من بين هؤلاء العشرة، لنرفع اسم فلسطين عالياً ». وبحسب أرقام صادرة عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، يبلغ عدد المعلمين العاملين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدس الشرقية قرابة 44 ألف معلم ومعلمة، يدرّسون أكثر من مليون طالب وطالبة. وعن طموحها حال حصولها على لقب أفضل معلم وجائزة المليون دولار، قالت: « هذا السؤال كان أحد البنود في تعبئة استمارة المسابقة، وقد كتب بجواره أن المبلغ هو حقك الشخصي، لكن بالنسبة لي، أتمنى أن أحقق حلم حياتي بتأسيس مدرسة تتوفر فيها المواصفات كافة؛ غرفة للألعاب والمصادر والموسيقى وغيرها، وتحتوي على ملعب كبير يكون بمثابة نادٍ ومتنفسٍ للأطفال حتى بعد انتهاء الدوام ». وأضافت: « لو حصلت على المليون، سأعمل على مساعدة المدارس المحيطة التي لم يحالفها الحظ بالحصول على أجهزة إلكترونية، وأسعى جاهدة لتوفير أجهزة لابتوب وشاشات عرض في الصفوف ». وتابعت: « هدفنا كمعلمين فلسطينيين ليس مادياً، وإنما أن نصدِّر اسم فلسطين على قائمة الشرف، وهذا ما جعلنا منذ بداية اختيارنا أن نتعاون معاً، لننقل الصورة المشرقة للمعلم الفلسطيني والشعب الفلسطيني في العالم، بأننا شعب مثقف نعشق الحرية والسلام ». وترشحت المعلمة فداء زعتر للجائزة إلى جانب المعلمة في مدرسة بنات سميحة خليل الثانوية بمحافظة رام الله والبيرة (وسط الضفة)، حنان الحروب، والمعلم بمدرسة مغتربي بير نبالا في ضواحي القدس، جودت خليل صيصان.