استحضرت الأستاذة لطيفة البوحسيني روح ماما آسية التي ارتبط اسمها بالدفاع عن المستضعفين، وهي تتبع تداعيات العفو عن مغتصب الاحدى عشر طفلا. الاستاذة البوحسيني، خصت "فبراير.كوم"بشهادتها عن الراحلة ماما أسية وانطباعها عن الحالة النفسية التي كانت تكون عليها صديقتها اسية، بعيد اجتماعات تتدارس ملفات العفو في فترة سابقة. استحضار نضال آسية الوديع
في خضم الجدل والتعبئة التي نعيشها حول قرار العفو الذي شمل المجرم الإسباني، تذكرت صديقتي الغالية المرحومة آسية الوديع.
تذكرت المرات العديدة التي كانت تزورني خلالها بعد الانتهاء من اجتماعات لجنة العفو، التي كانت تحضرها بحكم عملها والتزامها بقضية السجناء، خصوصا منهم الأحداث وتواجدها في عدد من المؤسسات المهتمة بهذا الشأن...
تذكرت الحالة التي كانت تكون عليها آسية، والدموع في عينيها والكلام يستعصي عليها؛
كانت تفضل الصمت وتتجنب الحديث التزاما منها بسرية المداولات اللجنة؛
كانت حالتها النفسية تقترب من الانهيار لهول ما كانت تراه وتسمعه وتشهده؛
في تعاطفي معها وتعبيرا مني عن الغضب على حالتها، كنت أثور وأنا أحاول فهم ما الذي كان يقع؛
كنت أستشف أن الأمر يتعلق بالدسائس والمؤامرات، بالشطط في استعمال السلطة،...
أتذكر اليوم نضال امرأة ومحاولاتها في الدفع بأن يستحق العفو اسمه ومعناه النبيل ويقوم على العدل وليس ضربا وانتهاكا له؛
يبدو اليوم أن الأشخاص النافذين في اللجنة، ومع الحدث الذي أثار غضب المغاربة قاطبة في واقعة الصفح عن مجرم كبير، مع توريط أعلى سلطة في البلد، لم يكونوا يعيرون اهتماما لما كانت تدافع عنه آسية، واستمروا في الاستهتار والعبث إلى أقصى درجاته ؛
بدأت مشوارا صعبا أيتها المناضلة العادلة، كان سلاحك الوحيد هو إيمانك بعدالة ما ومن كنت تدافعين عنهم، لأنك كنت تدافعين عن ضحايا آلة الفساد في الواجهات الأخرى؛
اليوم أصبحت مسألة اللجنة المكلفة بالعفو موضوعة في قلب نضالات كل الغيورين والغيورات على مسار العدالة وفي جوهره كرامة المواطنين والمواطنات؛
نامي مطمئنة صديقتي الغالية، فالمسيرة ستسمر مهما كان القمع والتضييق.