تحت عنوان « الربيع العربي »، هل ولى مع الرياح؟ كتب الأمير هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، مقالا في جريدة « لوموند ديلوماتيك »، أكد فيه أنه منذ موجة الثورات العربية ، التي انطلقت شرارتها من تونس في يناير 2011، أصبح « الربيع العربي » محاصرا ما بين عودة الأنظمة السلطوية وتهديدات الجهاديين، والمطالب الاجتماعية التي لم تخمد بعد، والمطالبة بالكرامة والحرية. فالعالم العربي، يقول الأمير هشام العلوي، « يواجه تحديات تبدو تعجيزية، يتوجب عليه تجاوزها إذا أراد بناء مستقبل سلمي وديمقراطي يسوده الاستقرار، وتكمن هذه التحديات بالأساس في توالي الثورات المضادة المدعومة من طرف الدول السلطوية، وفي الطبيعة المترددة للمسلسل الثوري، إضافة إلى الرهانات الجيو- سياسية والطائفية التي أثارها بروز تنظيم « الدولة الإسلامية ». فالعديد من الأنظمة العربية اصطدمت بما أسماه « جان بيير فيليو « المماليك الحديثة ». ففي الأصل كان هؤلاء المماليك « جنود عبيد » وظفتهم الدولة العباسية خارج أراضيها في العالم الإسلامي مابين سنتي (750-1258). ففي عيون أسيادهم، وبسبب هويتهم غير العربية، اعتبروا أن صراعات الولاء التي زرعت الشقاق بين الكثير من العائلات والقبائل والمجتمعات، لن يكون لها أي سلطة عليهم. وعلى مر السنين، اكتسب هؤلاء المماليك نفوذا سياسيا وعسكريا انتهى في القرن الثالث عشر، باستيلاء أسيادهم على السلطة في مصر ودول الخليج. فالربيع العربي اصطدم ب »المماليك » الجدد، الذين يدافعون بكل الوسائل، عن الامتيازات التي يتمتعون بها، ويحرصون على عدم سقوط الدولة في أيدي قوى اجتماعية تحرمهم من مزاياهم، كما وقع في مصر وسوريا.