ذكرت مصادر مطلعة اليوم الثلاثاء أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للإمارات العربية المتحدة، طلب من الأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس، إغلاق مكاتب شركته "الطيار إنيرجي" بأبو ظبي ومغادرة أراضي دولة الإمارات العرلبية المتحدة نهائيا. وأكدت ذات المصادر أن "الأمير الأحمر" أثار حفيظة الإمارات العربية المتحدة وحكامها بسبب تصريحاته المتكررة عن استمرار الربيع العربي الذي "لم يقل كلمته الأخيرة" حسب ابن عم الملك محمد السادس، مما دفع بولي عهد أبو ظبي بمطالبة مولاي هشام بمغادرة الأراضي الإمارتية. ففي مقال تحليلي مطول له نشر في العدد الجديد لشهرية ‘لوموند دبلوماتيك' حول الربيع العربي، يعتبر الأمير مولاي هشام بن عبد الله ابن عم ملك المغرب محمد السادس أن ‘الربيع العربي لم يقل كلمته النهائية بعد' (عنوان المقال) بل يبحث عن مرحلة انتقالية أخرى بعدما أصبح ضحية الانقسامات الدينية والتدخلات الجيوسياسية، كما يجري في سوريا، لكن تونس تستمر في إعطاء النموذج. ويبقى الأساسي أن الشعوب العربية انتقلت من مستوى الرعية الى مفهوم المواطنة والدفاع عنها وهو ما سيمضن استمرار الربيع العربي. ويؤكد الأمير أن الربيع العربي شهد حتى الآن ثلاث مراحل، وهي مرحلة ‘الانفجار الكبير' سنة 2011′ عندما انتفضت الشعوب العربية مطالبة بالديمقراطية، والمرحلة الثانية سنة 2012 من خلال التراجع والانحسار القطري حيث تأقلمت الثورات مع الإرث التاريخي والسياسي لكل بلد على حدة، وتدخلت قوى خارجية في التأثير على المسار لنصل الى المرحلة الحالية. بينما المرحلة الثالثة وهي التي شهدها العالم العربي عام 2013 فقد تميزت بتدخل قوي للقوى الاقليمية والغربية وبروز الاستقطاب الشيعي- السني وانتقال هذا الاستقطاب الى وسط المجتمعات في الشرق الأوسط علاوة على المواجهة الدينية- العلمانية التي تطبع حياة الشعوب الآن. ويستشهد المقال بما يجري في سوريا والبحرين من استقطاب ديني ثم التدخل الغربي لدعم النظام العسكري الجديد في مصر، بينما تونس تبقى الاستثناء. لكن يبقى المشترك بين هذه الحالات الأربع هو أن العودة الى ممارسة القبضة الحديدة كما كان الشأن سابقا لم يعد ممكنا وإن كان ظرفيا. ويلقي الضوء على دور السعودية في الربيع العربي، مفسرا أن تدخلها لدعم الانقلاب في مصر ناتج عن التخوف التاريخي للوهابية من فكر الإخوان المسلمين، وكذلك من ديمقراطية فتية على حدودها الغربية. وحول مصر، لا يتردد في تصوير ما جرى بالانقلاب العسكري الذي ساعد في وقوعه التسيير السيىء للرئيس محمد مرسي وقراراته التي انعكست سلبا على الوضع العام للبلاد وسقوط حركة الإخوان في الطائفية وسعيها للانفراد التام بالسلطة دون مفهوم إشراك الآخرين حتى اصطدمت بالدولة العميقة.