وجه ابن كيران في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي لجمعية مهندسي العدالة والتنمية أمس السبت بمدينة سلا، مجموعة من الخطابات المبطنة إلى خصومه السياسيين، وكان بعضها يشي بمجموعة من التلميحات، عملا بمقولة إياك أعني واسمعي ياجارة. وانطلق أمين عام حزب العدالة والتنمية بإرشاد وتوجيه مهندسي حزبه إلى قيم نكران الذات وخدمة الوطن اعتمادا على المرجعيته الإسلامية والتي قادت حزب العدالة والتنمية نحو السلطة كما جاء في معرض حديثه، ليعلن في الحاضرين أنهم اختاروا الاختيار الصعب لأن الحزب في نظره وإن حقق الانتصار فإنه يظل مستهدفا من طرف جهات عدة لا يمكن إحصائها مهما حاول.
وبعد التذكير بمسار الحزب منذ نشأته، والتعثرات التي واجهها إلى اليوم الذي يجد فيه الحزب تبعا لبنكيران نفسه أمام عوادي من المحيط والزمان حين دخوله إلى معترك إدارة الشأن العام، يعلن في الحضور أن الأبناء البررة للوطن لا يتحاسبون، ليجدها مناسبة بالتوجه بشكل ضمني إلى مريم بنصالح رئيسة مقاولات المغرب، التي سبق وأن صرحت بأن نقابة المقاولات التي تترأسها تساهم بتسعين بالمائة من الضرائب.
وقال بنكيران في حق زعيمة الباطرونا، وإن لم يشر لها بالصفة أو الإسم، أن كلامها بدى له غريبا معتبرا أن مثل هذه الأصوات التي خرجت مؤخرا "للتتباهى" على المغرب والمغاربة بكونها تدفع الضرائب، تطالب من الدولة بأن تعطيهم مقابل ما يقدمونه، وهم يتناسون حسبه أن الدولة وفرت لهم من يسهر على أمنهم ويحرس لهم الحدود.. و
وأشار ابن كيران إلى أن الوطن يستحق أن يدفع من أجله الإنسان الأرواح، وهناك الكثير من الرجال دخلوا السجن وعذبوا من أجل هذا الوطن ومصلحته، مشيرا إلى أن هناك الكثير من لا يزال مستعدا لفعل ذلك خدمة للمصلحة العليا للوطن.
وفي هذا السياق سيتحدث بن كيران عن التيارات التي كانت تناوئ من وجهة نظره في الشرعية وتصارع للوصول إلى السلطة في إشارة إلى الانقلابيين واليسار الذي لم يذكره بالإسم وصولا إلى حركة 20 فبراير.
وأوضح بنكيران أن طلاب السلطة، إما ينجحون أو يذهبون في مسارب، لتنتهي بهم الطرقات حسب تعبيره إلى المساومة مقابل الإنحناء، مبرزا أن المجموعات التي جعلت الحكم هدفا لها ساومت حين عجزت، ورجعت بعد ذلك بمنطق الاستفادة مقابل المساندة.
وأكد المتحدث على أن حزبه لم يكن ينازع في المشروعية وأنه ظل مقتنعا بها، لكنه في نفس الوقت يقول لا للفساد مهما كان الذي وراءه، مشددا في هذا السياق على أن الذين يقفون ضد الحكومة بمنطق زرع العراقيل والأشواك في طريقها لا يفعلون ذلك إلا لأنهم يستفيدون من الوضع الفاسد بطريقة أو بأخرى.
وأضاف، أن من يريد مواجهة حزبه عليه أن يواجهه بالمعقول وبأحزاب معقولة وكلام وانتقادات ومشاريع معقولة وليس بالألاعيب والمكائد والمناورات و"التخربيق"، ومنها أحداث 16 ماي.
وشبه بنكيران الوضع الذي يجتازه اليوم بما واجهه قبله عمر ابن عبد العزيز حين قال لبني أمية "أن هذا المال ليس من حقكم ولا بد أن تردوه إلى بيت مال المسلمين، فقالوا له لا نرد لكم هذا المال ورؤوسنا فوق أكتافنا..
ثم يسترسل بعد هذه الحكاية بأنه يريد هذه الأموال لكي يخدم الشعب، ولم يوضح طبيعة هذه الأموال هل تلك المتعلقة بالمأذونيات أو رخص الصيد في أعالي البحار أو مقالع الاشجار أو الشركات المستفيدة من صندوق المقاصة.
واتهم بنكيران لوبيات الفساد بأنها اصبحت لها تقنيات وأساليب متطورة، وأنهم باتوا يتحكمون في الإعلام، معبرا عن استغرابه من أن الصحف تنشر عنه أشياء لا علم له بها.
وتساءل عمن يتحكم في هذه الصحف، ومن يكون وراءها وكيف تجمع في يوم ما على كلمة واحدة.