يكثر النقد والقذف والسّب والاستنكار في كل مناسبة يظهر فيها "اللحم الأبيض" على الشاشة الصغيرة وتظهر الصدور العارية والمؤخرات و الأرداف.. في إحدى السهرات التلفزية و فيديو كليب أو في سهرات حية كما هو الشأن بالنسبة لسروال " جيسي جي" و ما أثاره من صدمة عندما وقفت تغني فوق خشبة موازين. الكل نعت ما قامت به المغنية " جيسي جي" بالتجاوز الخطير ومساس بمشاعر المشاهد و بالانحلال الأخلاقي، و تشجيع على الفساد و إفساد للذوق العام والكثير من الأشياء قيلت في هذا الاتجاه.. صحيح أن الفعل يدعو إلى الوقوف قليلا عند الأمر خصوصا عندما يتعلق الأمر بالبث الحي على القنوات العمومية في وقت الدروة، لكن فالحقيقة نكتشف أننا نمارس تناقضات خطيرة ونعيش سكيزوفرينية بدرجات خطيرة ما يدعو أكثر إلى طرح مجموع من الأسئلة مع ذواتنا، فالأمر يتعلق بالوقوف "كثيرا" عند أشياء أخرى حين نساوم بين الجسد و الذوق و الفكر. ترى لماذا يتحرك فينا حس النقد ونتجرع جرعات إضافية من الغيرة على الدين و الأخلاق و الهوية فقط عندما يتعلق الأمر بالجسد وتفاصيله، في حين نُصاب بالصمم و البكم حينما يمارس في حقنا يوميا و مند سنوات جرائم " الإعادة " مع سبق الإصرار والترصد، بخصوص الأعمال التلفزية التي يتم إعادة بثها العشرات من المرات حتى فقدت جودة ألوانها ! لماذا لا نفتح إذن أفواهنا عندما نتعرض لحوادث السير التلفزية التي تقتل فينا يوميا "نموذج المشاهد" المُشبع لرغباته الفكرية والفنية، وأدوات القتل التي نقتل بواسطتها هي تلك الخردة من المسلسلات منتهية الصلاحية في بلدانها الأصلية ! لماذا إذن لا نسب و نشتم و نكتب "اللهم إن هذا لمنكر" على حسابتنا الفايسبوكية، لماذا لا يتحرك فينا حس النقد فقط حينما يتعلق الأمر"الذوق العام" و الفكر وتعرضهما لأعنف أساليب الاستبلاد و"الاستحمار" و "التكليخ" من طرف الأعمال التلفزيونية الرمضانية و باقي أيام السنة الأخرى! لماذا نجعل من سروال مغنية موضوع نقاش وطني.. ولا نريد الوقوف عند الاستبلاد الإعلامي لذوق المشاهد يوميا كشأن وطني !