لم يستسغ المسؤولون الجزائريون تفضيل الشركات العالمية للمغرب على الجزائر؟ وشكل قرار « بوجو ستروين » بناء مصنع لها في مدينة القنيطرة الضربة التي قصمت ظهر الجارة الشرقية. الجزائريون لم يفهموا كيف لمشروع ضخم، لا يتعلق بالتركيب، وإنما بصناعة المحركات، أن يفلت من بين أيديهم عشية زيارة رسمية لرئيس الجمهورية الخامسة لبلادهم؟ كانت وقع الصدمة قويا، إلى درجة أن جرائد النظام، لجأت إلى نشر أخبار عن تورط المغرب في اختطاف الجزائريين، أو بث أنباء عن تشكيلات إجرامية تستهدفف الجزائر تنطلق من الشرق المغربي!! أما الصحافة الجزائرية الرصينة، فطرحت السؤال الحيوي، لماذا تفضل الشركات العالمية المغرب على الجزائر، هكذا كتب موقع TSA،وقال إن الأمر لا يتوقف عند الفرنسيين وحدهم، فهناك أنباء عن مصنع جديد في الأفق لمصنع السيارات الامريكي « فورد »، إضافة إلى اختيار العملاق الصيني في الاتصالات « هواوي » المغرب كمنصة لغزو القارة السمراء. ويضيف موقع TOUS SUR ALGERIE أن التحدي الاكبر هو فهم السر وراء تفضيل هذه الشركات للمغرب على الجزائر. ولم يخف الموقع أن الإصلاحات السياسية التي قام بها الملك محمد السادس سنة 2011، منحت المغرب صورة بلد مستقر وسط منطقة تعج بالعواصف والقلاقل، إصلاحات أدت إلى صعود حزب إسلامي معارض، نجع في التعايش مع النظام، وأدى هذا التفاهم بالتالي إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية. ويقر الموقع بالقول أنه في الجهة المقابلة تأخرت الإصلاحات السياسية في الجزائر، مما أدى إلى بلوكاج سياسي، خاصة وأن بوتفليقة وعد بتعديل دستوري سنة 2011، وهي السنة ذاتها التي أعلن فيها محمد السادس التعديل الدستوري، لكن في الجزائر بقيت الوعود دون تنفيذ إلى اليوم، يضيف الموقع ذاته. يتابع TSA بأن المغرب نجح في منح المستثمرين الثقة، فهو عكس الجزائر يتوفر على صورة لد مضياف للاستثمارات، وهو ما يتجسد في مجموعة من التدابير التي وفرها، كمنطقة صناعية حرة في طنجة، واعفاءات ضريبية هامة، وإنشاء مركز مالي « كازا فينانس سيتي ». ويختم الموقع بأن شهر العسل بين باريسوالجزائر منذ صعود الاشتراكيين لم يخرج عن إطار التنميق الديبلوماسي وتبادل تصريحات الإطراء، وهو ما لا يحفز ولا يغري المستثمرين الفرنسيين.