لم يترك حكيم بنشماش الفرصة تمر، بمناسبة ترأسه مساء السبت 4 أبريل 2015، لقاء تواصليا مع منتخبي حزب الأصالة والمعاصرة، بجهة الرباط-القنيطرة، دون توجيه العديد من الرسائل السياسية الحاملة لعدة قراءات، خاصة بتزامنها وموعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وكانت أولى هذه الرسائل إعلانه أن قيادة حزب الأصالة والمعاصرة ليست لها عقدة نقص، وعلى استعداد تام لتقديم نقد ذاتي لعموم المغاربة، إذا تبت أنها استعملت كلاما حاطا بالكرامة، ويندرج ضمن الخطاب السوقي المنحط. واعتبر احكيم بنشماش أن هؤلاء الذين يستعملون مثل هذا الخطاب يفترض فيهم أن يكونوا رجالات دولة يقدمون النموذج والقدوة للمغاربة في أخلاقهم وسلوكاتهم، وفي اختيار وانتقاء خطابهم. ووجه الدعوة إلى هؤلاء للتعفف في توجيه الاتهام إلى خصومهم، طالب منتخبي الحزب بجهة الرباط-القنيطرة إلى التعفف كذلك والحذر من الانجرار إلى مثل هذا الخطاب السوقي المنحط الذي يمكن، حسبه، أن يخلق الفرجة للبعض ولكنه أكيد يخلق الضرر البالغ بالسياسة ونبلها. وقال بنشماس نحن كفاعلين سياسيين مجرد بشر ربما نكون شاركنا في هذه المسرحية السخيفة، ربما نكون قد أخطانا لهذا ليس لدينا أدنى مركب نقص لنقوم بنقد ذاتي في هذا الباب. مضيفا ولكن هذا لا يعفينا من المضي قدما في إثارة القضايا التي تهم المجتمع المغربي بعيدا عن السب وتوجيه الاتهامات لأننا واعون بأنه في زحمة هذه الخطابات المنحطة تكاد تغيب القضايا الحقيقية التي تهم بلادنا وتهم المغاربة ويصبح الرأي العام منشغلا بالقضايا الزائفة. وبخصوص ردود الأفعال التي عرفتها الرسالة التي وجهتها أحزاب المعارضة إلى صاحب الجلالة، أوضح حكيم بنشماش أن الأمر نابع من مسؤولية الحزب إلى جانب أحزاب المعارضة، لأن المسار الذي يسير فيه رئيس الحكومة خطير، حيث انتقل من مرحلة الاختباء وراء الملك إلى إقحام جلالته في الصراع السياسي، ولا أدل على ذلك من التصريح الأخير لرئيس الحكومة في أحد لقاءاته الحزبية من كون الملك تعرض لضغوط من أجل إرباك وإسقاط الحكومة، مضيفا في تصريحه بأن الملك قاوم تلك الضغوط، معبرا بأسلوبه الملتوي كون الملك مع طرف ضد طرف، والحال أن جلالته فوق الأحزاب وفوق المؤسسات ويفترض أن نتركه على نفس المسافة مع كل الأطراف، قول بنشماش. وعلى هذا الأساس، يقول بنشماش، لجأنا إلى التحكيم الملكي، وهو ما تم بالفعل حيث تم رفع الشكاية واستقبلنا من طرف مستشاري الملك في لقاء وضحنا فيه أن الرجل (بنكيران) يقحم المؤسسة الملكية في الصراع السياسي وهو ما لا يمكن أن نسمح به. وذكر بنشماش بأن أحزاب المعارضة تفطنت للعبة المكشوفة التي يمارسها رئيس الحكومة ومحاولاته المتكررة في جر الحزب إلى مواجهة سياسية مفتوحة يعمد هو نفسه إلى استعمال العنف اللفظي فيها، والذي كثيرا ما كان جارحا، سواء عندما كان أمينا عاما لحزب سياسي أو عندما أصبح رئيس حكومة يفترض أن يتعامل بنفس المنطق مع كل المغاربة. مشددا على أن ما يقوم به رئيس الحكومة من إقحام للمؤسسة الملكية في الصراع السياسي هو سوى لعب بالنار. وأكد بنشماش أن العنف اللفظي يترك جروحا ونذوبا كما قد يكون مقدمة لعنف مادي، وهو ما لن نسمح به أن يقع في بلادنا خصوصا والمكانة المتميزة التي باتت تتبوؤها في محيطها الإقليمي والجهوي. مذكرا في ختام كلمته بأن الحكومة ترى في المعارضة طرفا معاديا لها وواقع الأمر أن المعارضة خصم سياسي يطمح إلى بناء مغرب يتسع لجميع أبنائه بتنوعهم واختلافهم، مشيرا إلى أن الحكومة التي يسيرها حزب إسلاموي تعتبر قوس كان لا بد من حله لاعتبارات موضوعية كما أنه من المهم إغلاق ذات القوس لذات الظروف الموضوعية، وهو ما يظل متوقفا على القوى الحية للشعب المغربي، ونحن جزء منه، ومدى قدرتها على ترتيب أولوياتها، يقول بنشماش.