يتعرض الإعلامي والسياسي الأستاذ عبد الله البقالي (مدير جريدة العلم/ النائب البرلماني) هذه الأيام، الى حملة شرسة، بعيدة عن القيم السياسية وأخلاقها، من طرف وزير في حكومة " العدالة والتنمية" كان الى زمن قريب، زميلا ورفيقا في البيت الاستقلالي. ولا أعتقد أن أحدا يملك الحق في محاسبة الوزير على مواقفه السياسية، أو على إصراره البقاء وزيرا في حكومة ، الكل يشهد بفشلها، أو حتى على دعمها ضدا في الحزب الذي جعل منه عنصرا قياديا وسفيرا ثم وزيرا...ولا أحد يملك الحق أيضا في محاسبته على انتماءه لحزب أو فئة أو طائفة، فذلك حقه الدستوري. الذي لا يمكن أن يقبل من الوزير الذي انشق عن البيت، الذي تربى في أحضانه، هو، أن يتحول الى آلة بيد حكومة العدالة والتنمية، لتصفية حساباتها مع حزب الاستقلال، الذي فضل الانصراف مبكرا من حكومة العدالة والتنمية. مع شديد الأسف ان حكومة السيد عبد الله بنكيران، عندما نجحت في تحويل الوزير الاستقلالي المنشق الى آلة هجوم ضد حزبه، الذي أوصله الى هذه الحكومة، ومن خلاله ضد الأستاذ عبد الله البقالي المسؤول عن الجهاز الإعلامي لحزب الاستقلال، وهو ما جعلها تسقط في رهانها الديموقراطي، وفي نظرتها الى العمل السياسي. ما يحز في النفس حقيقة، أن يختار السيد الوزير سلاحا لهذه المهمة اللااخلاقية، لغة لا علاقة لها بالسياسة، مشحونة بالمصطلحات السوقية. تعطي الانطباع أن الوزير الذي تربى في بيت الزعيم/ الفقيه/ المثقف/ العالم علال الفاسي رحمه الله، فقد صوابه، وفقد لغته، وانخرط في دينامية لا تمت لا للسياسة ولا للمجتمع بصلة، وهو ما يعكس المستوى المنحط الذي فرضته حكومة عبد الالاه بنكيران، على الوزير الاستقلالي المنشق...او المغرر به. وما يحز في النفس أيضا، أن ينطلق هذا الخطاب الملوث بالكلمات السوقية المنحطة، من مؤسسة يفترض ان تكون بيتا للأمة / بيتا يشكل قيمة مضافة للخطاب السياسي في كل زمان ومكان. ما هو أكيد، أن الدور الذي قبل ان يلعبه الوزير المنشق ضد حزبه، وضد الإعلامي و السياسي عبد الله البقالي، الذي كان البيت الاستقلالي يجمعهما قبل حين، لا يمكنه ان يؤدي سوى الى المزيد من الإسفاف والابتذال والتخلي عن القيم السياسية وعن أخلاقها، والانحدار في ممارستها إلى أسفل سافلين. إن السياسة كما نفهمها، هي فن إدارة المجتمعات البشرية وليست استخدام العنف اللفظي ضد الخصوم السياسيين، أو تحويل العمل السياسي إلى مصارعة خارج المقاييس. نعم السياسة في كل الأجواء والمناخات والمفاهيم، كلمة ذات إشعاع براق ومخيف في نفس الآن، فهي الوسيلة التي يصل بواسطتها ممارسوها إما إلى الأعلى أو إلى الأسفل، وعلى أنها بهذا الحجم من الخطورة والاتساع، فهي تسكن العقول والاهتمامات والتطلعات في كل زمان ومكان... لذلك، نتمنى للسيد الوزير أن يدرك قبل فوات الأوان، أن السياسة، هي فن الحوار القائم على القيم الأخلاقية بين الأطراف، لا على القيم السوقية المبتذلة. أفلا تدركون...؟