أعلن المنسق العام للمنتدى الاجتماعي العالمي، عبد الرحمان الهذيلي، اليوم الجمعة بتونس، أن اللجنة المنظمة للمنتدى قررت مقاضاة المجموعات التابعة للوفد الجزائري، التي قامت طيلة أيام هذه التظاهرة العالمية بممارسات استفزازية واعتداءات طالت أعضاء الوفد المغربي، وأدت إلى التشويش والتأثير على السير العادي للعديد من الأنشطة المبرمجة. وأوضح الهذيلي، خلال ندوة صحفية، لم تكتمل فقراتها بعد أن قامت عناصر محسوبة على الوفد الجزائري بالتشويش عليها، أن اللجنة المنظمة قدمت شكوى قضائية للمحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس، مرفوقة بصور وتسجيل بالفيديو، لمتابعة هؤلاء العناصر بتهم ممارسة أعمال عنف، والفوضى، والتشويش، ونسف أنشطة المنتدى. وأضاف، حسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء،أن اللجنة المنظمة وجهت أيضا رسالة احتجاجية ذات صلة إلى السفير الجزائري في تونس، وكذا إلى الحكومة التونسية، لإطلاعها على مجريات وملابسات ما جرى، خلال أيام المنتدى، وتنديدا بالممارسات المشينة والاعتداءات التي ارتكبتها هذه المجموعات. وأوضح الهذيلي، الذي تمت مقاطعته خلال فترات متعددة من قبل هذه العناصر المناوئة، التي رفعت عقيرتها بالصراخ، والاستفزازن والتشويش على فعاليات هذه الندوة الصحفية، أن هذه المجموعات بادرت، خلال الأيام الثلاثة الأولى للمنتدى، إلى القيام بأعمال استفزازية، واعتداءات طالت أنشطة الجمعيات المغربية المشاركة، وممارسة العنف، والتشويش مما أثر على برمجة وأشغال التظاهرة. وأكد أن هذه المجموعات كانت تستهدف بشكل مباشر أنشطة الوفد المغربي، موضحا بالمناسبة أن الجمعيات الجزائرية سجلت أضعف نسبة مشاركة في أنشطة المنتدى، على الرغم من أنها تحتل المرتبة الأولى على مستوى عدد المشاركين في هذه التظاهرة الاجتماعية العالمية. من جهته ندد محيي الدين شربيب عضو اللجنة المنظمة، بالممارسات التي ارتكبتها طيلة أيام المنتدى هذه المجموعات التي تتراوح أعدادها ما بين 50 و60 عنصرا، مسجلا أن هذه الأخيرة كان لديها نزوع لممارسة العنف، والتشويش، منذ اليوم الأول، خلال فعاليات المجلس النسائي للمنتدى، عندما صعد بعض أفرادها إلى المنصة في محاولة لإيقافها. وأبرز أن هذه المجموعات « لا علاقة لها بالمنتدى لا من قريب ولا من بعيد، ولم تكن معنية بالمناقشات الدائرة داخل المنتدى، بل كان همها وهاجسها الذي تبدى جليا، هو التشويش على أشغال المنتدى ونسف فعالياته من خلال الهجوم على أروقة الجمعيات المغربية »، خصوصا تلك القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة. وأضاف أن هذه العناصر اقتحمت خلال اليوم الأول أروقة جمعيات مغاربية تنموية كانت بصدد تنشيط ندوة مبرمجة في إطار المنتدى، مرددة شعارات مناوئة للمغرب، مضيفا أن الموقف بلغ خطورته أمس بعد قيام أحد عناصر هذه المجموعات بالاعتداء والتهديد بالسلاح الأبيض، في حق المكلف الأول بالأمن داخل المنتدى، والذي يحمل الجنسية التونسية، بعد أن اقتحموا « كلية القانون » وهاجموا أنشطة جمعيات مغربية في محاولة منهم لنسفها، ليتجهوا بعد ذلك إلى كلية العلوم، ويستهدفوا فضاء كانت تشرف عليه مجموعة إعلامية مغربية، قبل أن يتدخل جهاز الأمن التابع للمنتدى لتطويقهم، والحيلولة دون تفاقم الوضع. واعتبر شربيب أن أبواب المنتدى مفتوحة لمختلف الآراء والأفكار، مهما كانت طبيعتها على أساس أن يتم ذلك في إطار الحوار والاختلاف، وفي جو من السلم والتعايش، مشددا على أن هؤلاء العناصر « كان هدفهم المعلن يتمثل في استهداف الأنشطة المغربية كيفما كانت طبيعتها ». وفي الوقت الذي كانت اللجنة المنظمة تتأهب لعرض فيديو يوثق الاعتداءات والممارسات العدوانية المذكورة، قامت عناصر محسوبة على الوفد الجزائري، حضرت الندوة، باستفزاز كل من محيي الدين شربيب وعبد الرحمان الهذيلي مقاطعة إياهما، عبر الصراخ والتهديد وخلق جو من البلبلة تعذر معها استكمال فقرات الندوة. من جهتها أفادت وكالة الأنباء التونسية أن عدد الجمعيات والمنظمات الجزائرية المسجلة في المنتدى بلغ، إلى حدود منتصف فبراير، 72 جمعية قبل أن يقفز العدد فجأة، وفى ظرف وجيز إلى أكثر من 800 جمعية ومنظمة، واستغرب المنظمون تسجيل أضعف نسبة مشاركة في أشغال المنتدى في صفوف الجزائريين، رغم مشاركة هذا العدد الكبير من المنظمات الجزائرية.