نددت اللجنة المنظمة للمنتدى الاجتماعي العالمي، الذي تحتضن دورته ال13 العاصمة التونسية، بالممارسات العدوانية والاستفزازية المشينة التي قامت بها مجموعات تابعة للوفد الجزائري في حق عدد من أعضاء الوفد المغربي المشارك في هذه التظاهرة العالمية، مؤكدة أن هذه الممارسات تتنافى بشكل صارخ مع قيم ومبادئ المنتدى كفضاء للحوار الديمقراطي. وأدانت اللجنة بشدة، في بيان أصدرته بهذا الخصوص، هذه الممارسات في حق أعضاء ينتمون لجمعيات من الاقاليم الجنوبية للمملكة ضمن الوفد المغربي المشارك، معتبرة أنها تتنافى بشكل صارخ مع مبادئ وقيم المنتديات الاجتماعية العالمية، باعتبارها فضاءات للحوار الديمقراطي في إطار احترام التنوع.
وأوضحت اللجنة أنها تابعت بقلق وانشغال بالغين السلوكات والممارسات التي صدرت عن هذه المجموعات أمس الخميس داخل فضاء المنتدى الاجتماعي، والتي أدت الى التشويش والتأثير على السير العادي لبعض الأنشطة المبرمجة، وذلك على الرغم من التحذير والنداء الذي وجهته اللجنة يوم 24 مارس من أجل احترام مبادئ وقيم المنتدى الاجتماعي.
وجددت اللجنة دعوتها هذه المجموعات الى احترام ميثاق المنتدى الاجتماعي العالمي وميثاق الشعوب المغاربية، مذكرة كل الوفود وخصوصا الوفود المغاربية بكون فضاء المنتديات ليست مكانا لتصفية الحسابات بين الحكومات، بل هو فضاء للحوار والتبادل والتقارب بين الحركات الاجتماعية من أجل عالم آخر ممكن.
ونبهت اللجنة إلى أن المنطقة تمر بفترة عصيبة وصعبة، وأن الحركات الاجتماعية تواجه تحديات لا يمكن مواجهتها إلا عن طريق تعزيز مسار بناء المغرب العربي بعيدا عن كل نزعة هوياتية أو شوفينية.
وندد الباحث والناشط الحقوقي المغربي إبراهيم الغزال عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية واللجنة الجهوية للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان بالاقاليم الجنوبية، في تصريح صحفي اوردته وكالة المغربي العربي للانباء، بهذه الممارسات العدوانية التي صدرت عن مجموعات تابعة للوفد الجزائري، والمتمثلة في الاعتداء واقتحام أروقة الجمعيات المغربية المنحدرة من الأقاليم الصحراوية ورفع شعارات استفزازية مناوئة والتحرش بالمشاركين، مبرزا أن هذه السلوكيات تتعارض بشكل صارخ مع قيم السلم والاختلاف التي ينهض عليها المنتدى.
وأوضح أنه في الوقت الذي كانت فيه جمعيات مغربية منحدرة من الاقاليم الجنوبية للمملكة بصدد تنظيم نشاط مبرمج يتناول التطورات التي عرفتها القضية الوطنية والانجازات التي حققها المغرب في مجال ترسيخ حقوق الانسان بشكل عام والاقاليم الجنوبية بشكل خاص علاوة على مقترح الحكم الذاتي ومشروع الجهوية المتقدمة والتنديد بأوضاع المحتجزين المغاربة في مخيمات تندوف وعرض التقارير الأخيرة التي تهم تحويل المساعدات المخصصة للمحتجزين في مخيمات تندوف الى جيوب وأرصدة الانفصاليين ومن يقف من ورائهم، في هذا الوقت بالذات قامت هذه المجموعات بإنزال مكثف والاعتداء الشنيع على المشاركين بلغ الى حدود الضرب.
وأكد الغزال أن عناصر هذه المجموعات التي تمثل الوفد الجزائري لا صلة لها بالمجتمع المدني، وهو ما تبدى من ردود أفعالها وممارساتها العدوانية، مشيرا إلى أنها أقرب إلى "مجموعات من البلطجية تم توظيفهم خدمة لأجندة معينة والتشويش على الوفد المغربي".
وأبرز في المقابل أن أعضاء الجمعيات المغربية المستهدفة المشاركة في فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي أبانوا عن روح عالية وحكمة وتبصر في مواجهة هذه الممارسات العدوانية البعيدة عن روح وقيم المنتديات الاجتماعية العالمية.