الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنس والمخدرات يطوق تلميذات ويأخذهن من المتعة إلى الاحتراف في سوق الدعارة
نشر في فبراير يوم 26 - 02 - 2012

هن تلميذات مفعمات بالحيوية ومقبلات على الحياة، قد يلجن عالم الرذيلة مستقبلا من أوسع أبوابه، غالبا ما يقمن بمغامرة أولية لاكتشاف تجربة جديدة، قد تبدأ بتدخين سيجارة أو لفافة مخدر حشيش لتنتهي بهن فرائس سائغة بين محترفي شبكات الدعارة والجنس. في الدار البيضاء المزدحمة التي لا تنام على مدار الأربع والعشرين ساعة، صادفنا حكايات تلميذات وضعن أرجلهن الأولى في سوق النخاسة بحثا عن المال أو التحرر من سلطة الوالدين. الأسرة التعليمية على وعي بالظاهرة و تحذر من خطورتها، لكنها تظل عاجزة عن الحد من مظاهر الانحراف في محيط المؤسسات التعليمية. مراهقات متمردات يبحثن عن التميز يغريهن المال وسهر الليل تلميذات في سوق الدعارة .. من المتعة إلى الاحتراف!
لم تعد المؤسسات التعليمية في مدينة الدار البيضاء كما كانت، فلِحدود نهاية تسعينيات القرن الماضي ظلت الإعداديات والثانويات تعُج بتلاميذ يمارسون الرياضات الجماعية والأنشطة الثقافية ،أما الآن، فقد أصبحت الفضاءات المحيطة ببعض الإعداديات والثانويات مجالا لاقتناص فتيات يغريهن المال واللباس وقد يتحولن في المستقبل من طالبات مُجدّات في دراستهن إلى عاهرات يبحثن عن اقتناص زبائن ليلا في مراقص يختلط فيها الحابل بالنابل وتضيع وسطها نضارة فتيات مقبلات على الحياة. أول أمس الخميس، الساعة تشير إلى الثامنة صباحا، شارع مودي بوكيتا في مدينة الدار البيضاء يعج بالسيارات، أمام ثانوية الأمير مولاي عبد الله تحديدا يقف تلاميذ يستعدون لدخول المدرسة، كان التلاميذ يتحدثون عن مخلفات غارة شنَّها زملائهم أول أمس على سكان الزنقة 4 بعين الشق انتقاما من إقدام أحد قاطني الزنقة على سرقة قميص لفريق الوداد البيضاوي من أحد زملائهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وعن تواجد رجال الشرطة بزي مدني في محيط المؤسسة للبحث عن «المشاغبين» من التلاميذ الذين نفذوا الغارة وخلفوا خسائر مادية بالزنقة 4 في عين الشق. تقف سيارة فارهة، تخرج مها فتاة ترتدي لباسا قصيرا يظهر مفاتنها وتمشي بخيلاء باتجاه الباب الرئيسي للثانوية. « آزين منشوفوكش» ،قالها أحد التلاميذ معاكسا إياها، بيد أن التلميذة لم تُعره أدنى اعتبارا وأكملت طريقها. بالقرب من العمارة المجاورة للثانوية كان يقف تلاميذ آخرون. فضل بعضهم مقاطعة الحصة الصباحية والبقاء في محيط الثانوية للحديث فيما انسل آخرون إلى حديقة «لارميطاج» الفسيحة للتجول بين أشجارها. الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا، وبقرب ثانوية عبد الكريم لحلو بشارع مولاي إدريس، اختار بعض التلاميذ العاشقين البحث عن مكان آمن بين أبواب الفيلات الخلفية، ضمنهم عشاق تفضحهم مِشيتهم متعانقين ويهمسون في آذان بعضهم البعض. بجوار المؤسسة التعليمية، شاهدت فتاة نحيلة الجسم بالكاد يتجاوز عمرها 16 سنة تدخن بشراهة لفافة من مخدر الشيرا مع زميلها الذي فضل أن يُلَولِِوب شعره على طريقة مغني الريغي الراحل «بوب مارلي». تلميذة أخرى كانت تسير بمعية زميلها وهي تلف خصره بيدها، آخرون في سنهم يجوبون المكان على متن دراجات نارية من طراز»سكوتر» و«الدي تي». بنات «اللِّيسي» «قولي واش أنت لاباس يا أعز الناس، قل واش أنت بخير..وَيٍَّمِّنتى نجلسو الراس في الراس..آفاص آفااااص، ألٍّي بغا يشوفك آش يدير»، بهذا المقطع من الأغنية الشعبية يبث موقع «اليوتوب» شريط فيديو يتضمن صورا مثيرة جدا لفتياتٍ القاسم المشترك بينهن هو أنهن يرتدن الثانويات التأهيلية في الدار البيضاء، هكذا على الأقل يقدمهن الشريط،.
الفيديو يُعرض على مدى تسع دقائق و56 ثانية، وزاره لحدود صباح أمس الجمعة، 883683 شخصا، يعرض صورا مركبة لتلميذات ممشوقات القوام، يظهرن في وضعيات مثيرة ويلبسن تنُّورات قصيرة أو ملابس شفافة تظهر مفاتنهن. في هذا الشريط تظهر فتيات الثانويات بمدنية الدار البيضاء المغرر بهن، في أوضاع مثيرة ، ففتاة تظهر في صورة بقفطان، وفي أخرى بملابس مثيرة، في باقي الصور المُوضَّبة تتوالى اللقطات تلو اللقطات، تُظهِر إحداها فتاةً جميلة تكشف عن نَهديْين مكتنزين. في أشرطة أخرى مسجلة في موقع اليوتوب باسم» بنات الليسي» تظهر فيها فتيات صغيرات في السن وهن يرقصن بشكل مثير أو يعرضن مفاتنهن أمام شركائهن الذين استغلوا مناسبة اختلاءهم بهن لتصوير لقطات مثيرة سرعان ما وجدت طريقا لها في عالم النيت، ومع ذلك ينبغي التعامل بحذر شديد مع هذا النوع من الأشرطة المبنية على صور مركبة، قد تكون للعبة النسخ واللصق دورها في فبركة إيحاءات غير بريئة.
لكن، تظل الظاهرة حاضرة وموجودة وتفرض تدخل الفاعلين في الدولة على مستوى المؤسسات التعليمية وكذا تدخل المجتمع المدني في لعب دور التوعية والتحسيس.
بين التحرر والمال!
بحثا عن التحرر من قيود أسر تحرم بناتها من كل شيء، وجريا وراء المال والتميز! ليس المال وحده من يقود فتيات المؤسسات التعليمية إلى الولوج إلى عالم الدعارة والانحراف، قد تكون مغريات الحياة والبحث عن المال لشراء منتجات أغلى الماركات العالمية دافعا لدى البعض منهن لدخول عالم الدعارة، لكن هناك فتيات ينحدرن من أسر غنية وتعيش بشكل باذخ، ومع ذلك، فإن الانحراف يطال أبناءها، وتختار فتياتها الدخول لعالم الدعارة. فيعشن فترة مراهقة صعبة قد يمرغن فيها سمعة آبائهن في الوحل. يؤكد مصدر أمني في منطقة آنفا بالدار البيضاء، أنه خلال التدخلات التي قام بها كضابط للشرطة، يتذكر حكاية الأب الذي جاء ذات يوم في وقت متأخر من الليل إلى مصلحة الديمومة للإبلاغ عن فلذة كبده التي» يحتجزها» عشيقها في منزله، بينما ترفض البنت العودة مع والدها للمنزل متمسكة بالبقاء رفقة عشيقها.
يتذكر بعض السكان المجاورين لمبنى «السقالة» بالمدينة القديمة مشهدا مماثلا لرجل ستيني يأتي باستمرار إلى الحي على متن سيارة مرسديس فاخرة بحثا عن ابنته التي تُفضل الجلوس في مقهى يرتادها مدخنو المخدرات، ويَحكي لنا أحد السكان كيف أنه شاهد الأب يستعطف ابنته للخروج من المقهى والذهاب معه إلى منزل الأسرة في السيارة وكيف أنها أصرت على البقاء مع أصدقائها مخبرة إياه أنها ستبقى مع أصدقائها وستبيت عند أمها. فهمتُ من كلامه أن الأب والأم مطلقان وأن الأسرة رغم توفر الإمكانيات المالية، نُخرت من الداخل وضاع الأبناء بين أرجل خلافات الوالدين. مثل هذا النوع من الفتيات لا ينقصهن المال ولا التمتع بملذات الحياة، وهن يعشن فقط حمأة مراهقة أعلنَّ فيها الثورة على العيش في جلابيب آبائهن، وقد يرتكبن حماقات تعود عليهن فيما بعد سلبا، فينقطعن عن الدراسة والتحصيل وقد يقعن في شراك وسطاء شبكات الدعارة.
السهرة تحلو ما فوق الواحدة ليلا هن كائنات ليليات لا تخطئهن العين، رغم حداثة سنهن فإنهن يخرجن من أجل»التدبار» أو لتصيد زبائنهن ليلا والعودة في وقت مبكر للمنزل قبل الذهاب إلى المدرسة.
أمام مدخل كاباريهات كورنيش عين الذياب، وابتداء من الساعة الواحدة ليلا، تصطف كل يوم كتيبة مدربة مكونة من فتيات لم يتجاوز سنهن العشرين ربيعا ينتظرن
للدخول إلى عالم ليلي مألوف لديهن،لاشيء يمنع ذلك يكفيهن فقط دفع مبلغ 20 درهما لجعل أي «فيدور» يفسح أمامهن المجال للانسياب إلى جوف الكباريهات الصاخبة التي تعج بالزبائن. في مرقص فندق يطل على مخفر الشرطة الساحلية بكورنيش عين الذئاب، التقينا أحلام، وزميلتها فاتن وأسماء، على طاولة مشتركة مع صديق مولع بالضحك وتدخين النرجيلة ، ووسط الدخان المتصاعد «للشيشة» دار حديث عن الدراسة وواقع عيشهن. فأحلام، أو هكذا أَحبت أن تُطلق على نفسها، شابة في الثامنة عشرة من عمرها، كانت ضمن أفراد»الكتيبة» التي اقتحمت المرقص، تشرب آحلام «الريد بول»، وتفحص بعينها جمعاً من السكارى والراقصين في الحلبة على إيقاع أغنية شعبية. وهي عضو في كتيبة مقتنصي الفرص من الباحثات عن صيد بشري لقضاء الليلة مقابل الحصول على المال. «هل أنت شلح» ،سألتني.. «لا أنا غير نايض» ،أجبتها. قطبت حاجبيها وسرعان ما غيرتُ دفة الحديث مانحا غيها سيجارة، بالقول إننا جميعا مغاربة وبعد نقاش مستفيض قالت إنها طالبة جامعية في السنة الأولى وتقيم بمعية أسرتها في حي درب السلطان وهي»تخرج»( بمعنى تحترف الدعارة) لتأمين عيش أسرتها، وبحسب زعمها فإن والدها متوفى وأمها تبيع الخضر ولها أخوان، الأول صغير والثاني عمره 28 سنة مدمن «قرقوبي» وصاحب سوابق ويطلب منها باستمرار المال لِدرجة أنه يفتش حقيبتها اليدوية عندما تكون نائمة بعد عودتها من ليلة ساهرة. بصوت حزين قالت نهاد «كآيجي في الصباح، كَنْكون أنا ناعسة، سواء عندي لفلوس ولا معنديش، كيقلب ليا صاكي، حشومة واحد راجل في عمره 28 سنة يعول على أخته باش تخرج تقلب ليه على الفلوس. أنا ديما كنعايرو بيها..لكن هو ماشي راجل.»
تقنية "البلوتوت"
لاصطياد التلميذات أصبحت المقاهي المجاورة لبناية «التوين سانتر»، خصوصا القريبة من المحلات التجارية بشارع أو المركب التجاري «بن عمر» بحي المعاريف، سوقا تقليدية للدعارة الراقية في مدينة الدار البيضاء. في أحد هذه المقاهي، جلست أربع
فتيات عصر أول أمس الخميس إلى طاولة في هذا المقهى المكتظ بالزبائن. أسعار المشروبات حارقة، واحتساء فنجان قهوة سوداء يكلف الزبون مبلغ 20 درهما، وبالرغم من أن المقهى يحتل الرصيف العمومي ويعج بالزبائن، فإن الكثيرين يتوافدون عليه، ليس حبا في شرب القهوة ولكن من أجل التعارف والاتفاق على مواعيد أو تبادل أرقام الهواتف بين الذكور والإناث، قبل الانتقال إلى شقة مفروشة لقضاء الحاجة. تقنية «البلوتوت» توفر وسيطا إلكترونيا بين رواد المقهى الراغبين في لقاء فتاة وقضاء وقت ممتع معها. يكفي أن يشغل المرء تقنية «البلوتوت» في هاتفه النقال لتظهر أمامه أسماء جيرانه من الزبائن الراغبين بدورهم في «التواصل» مع الطرف الآخر. لغة العيون والتظاهر بتفحص ذاكرة الهاتف أو الرد على مكالمة، هي رموز مشفرة يعرفها فقط مرتادو المقهى من الجنسين الباحثين عن صيد بشري، أما الزبناء المغفلون فيظلون يرقبون ما يحدث دون أن يفهموا شيئا، وحتى عندما يضبطون انتقال فتاة من طاولة إلى أخرى للقاء زبون جديد فإنهم لا يقفون على حقيقة الموقف، ويكتفون برشف جرعة أخرى من كوبهم، والإشاحة بنظرهم نحو الشارع لمراقبة المارة. مقاهي شارعي آنفا والمسيرة تعج بفتيات يدرسن في مؤسسات تعليمية يفضلن البحث عن زبون لقضاء وقت ممتع معه مقابل المال لشراء عطر أو منتوج من محل للماركات العالمية التي توجد غير بعيد عن هذه المقاهي. أما عن سبب نزوح بائعات الهوى إلى هذه المقاهي، فيكمن في أنها أمكنة مفضلة للسياح الخليجيين، الذين يستغلون وجودهم في محيط «التوين سانتر» لاحتساء قهوة ولمَ لا التعارف مع طالبة مغربية بقد ممشوق تبحث بدورها عن المال، ففي هذه المقاهي قد تلتقي رائحة المال بعرق جسد طالبة في شقة مفروشة إن تمت العملية وفق ما هو مرسوم لها، ووقع تقارب بين صياد وفريسة اختارا «البلوتوت» وسيلة ناجعة للتواصل فيما بينهما.
المخدرات تطوق بعض الثانويات
تظل المدرسة هي الحلقة الأضعف في تربية التلاميذ. خديجة بن الشويخ، مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء الكبرى أعربت عن أَملها في أن تقوم السلطات المحلية والأمنية بمجهودات إضافية لتأمين محيط المؤسسات التعليمية المتواجدة وسط الأحياء السكنية والقريبة من المراكز التجارية للحد من ظواهر الانحراف والتحريض على الفساد. وقالت بنشويخ، في اتصال هاتفي صباح أمس الجمعة معنا إن» الإدارة التعليمية والمؤسسات التربوية، بما لديها من برامج ومناهج وأنشطة للحياة المدرسية والأندية، لا يمكنها أن تتحكم في سلوكات أصبحت تشوش على التحصيل الدراسي لتلاميذ قاصرين يعيشون فترة مراهقة ويتلقون تربية مختلفة في الأسرة والشارع وعبر وسائل الإعلام السمعية البصرية وتشكل المدرسة الحلقة الأضعف في تكوينهم. معربة عن أملها في أن تتدخل السلطات الأمنية لتجفيف محيط المؤسسات التعليمية من مظاهر الانحراف وزادت قائلة « أنا أتفهم الصعوبات التي تواجه السلطات بالنظر إلى بِنية المدينة واتساع رقعتها الجغرافية وبناياتها الكثيرة التي تجعل من عزل المؤسسات التعليمية في مناطق عمرانية محددة أمرا صعبا، تصلنا تقارير من مؤسسات نعتبرها في الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين نقطا سوداء، خصوصا في الحي الحسني ومنطقة» ليساسفة» وبمحيط ثانويات قريبة من المدينة القديمة وهناك مؤسسات تعليمية أخرى في سيدي معروف وصلتنا بشأنها تقارير، لكن، أنت تعرف، فطبيعة التقارير التي تصلنا لا تتعدى محيط المؤسسات من الداخل، وهي ترصد حالات لتلاميذ قد يكونون في وضعية تخدير متقدمة ويعتدون على أحد الأساتذة أو يتشاجرون فيما بينهم داخل الحرم التعليمي، لكن خارج جدران المؤسسات لا يحق لنا التدخل وإن كنا نأمل أن يتم إشراكنا في وضع تصور لمحاربة الظواهر المشينة التي تتهدد أبنائنا القاصرين الذين نعتبر مسؤولين عنهم أخلاقيا قبل بلوغهم سن الرشد القانوني.» وردا على سؤال حول استمرار انتشار مقاهي»الشيشة» والحانات بالقرب من المؤسسات التعليمية في مركز المدينة مقارنة مع القرار الجريء الذي اتخذته عاملة «إمنصار» ممثلة الملك في عمالة عين الشق على إغلاق جميع مقاهي الشيشة في العمالة، بما فيها تلك التي كانت تستقطب تلاميذ وتلميذات الثانوية التأهيلية ابن زيدون بعين الشق، قالت بن الشويخ» كل ثانوية تأوي في المعدل أزيد من 500 تلميذ وتلميذة، وليس باستطاعتنا كإدارة تربوية أن نتدخل للحد من ترويج المخدرات ( المعجون والشيرا) في صفوف التلاميذ، وغالبا ما يستغل المروجون الزحمة لترويج الممنوعات في صفوف تلاميذ قاصرين قد يعاني بعضهم من مشاكل نفسية أو يريدون تجربة شيء جديد ولو كان استهلاك المخدرات، إن مروجي الممنوعات يدرسون السوق بعناية وهم يعرفون جيدا أنهم سيجنون أرباحا مهمة بترويج المخدرات في وقت معين وقصير بين تلاميذ قاصرين، ومن هذا المِنبر أدعو السلطات إلى توفير المزيد من التغطية الأمنية في محيط المؤسسات التعليمية مثلما هو الأمر بالنسبة لمحيط المساجد، نحن نتعامل مع شريحة من التلاميذ غير راشدة، و نظل نحن المسؤولين عنها وهذه المسؤولية تتطلب تظافر الجهود والعمل على الحد من ظاهرة البغاء في صفوف الطالبات واستشراء المخدرات «.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.