لازالت المخابرات الفرنسية، تبحث عن الشخصية الوحيدة التي بقيت حية، منذ وقوع مجزرة « شارلي ايبدو » وتمكنت من الفرار بعد اعتقال أحد زملائها، الأربعاء الماضي، وقتل الثلاثة الباقين أمس الجمعة، بعد أن تحولت في يوم واحد إلى إحدى أشهر المبشرات بجحيم المطاردة الدولية، وهي التي كانت حياتها عادية، قبل أن يلبسها التطرف وينتهي بها إلى الإرهاب. حينما سئل آمدي كوليبالي، الفرنسي ذو الأصول السنغالية، في مكالمته الهاتفية الأخيرة قبل مقتله، واقفًا بين الرهائن الذين احتجزهم داخل متجر «هايبر كاشير» اليهودي بمدينة «باب فنسان» بشرق العاصمة الفرنسية، قال لقناة «بي إف إم تي في» أن زوجته حياة ليست معه في المتجر، مؤكدا أنه اقتحمه واحتجز الرهائن بمفرده، وهم 21 شخصاً، قتل منهم 4 وبقي طفل و16 آخرون، بينهم 8 نساء. فمن تكون هذه المرأة، التي تغيرت 180 درجة، كما تتابعون في الصورة؟ إنها الفتاة التي وقفت مع صديقها «كوليبالي»، على الشاطئ مرتدية البكيني محتضنة إياه ومبتسمة في سعادة، أثناء عملها «كاشير» بأحد المحال التجارية، ولم يبد عليها أي علامات تدل على التشدد الديني، حتى إنها قبلت أن تعيش مع صديقها فترة من الزمن في منزل واحد دون زواج. وردت بصحيفة « لوموند » الفرنسية، أمس الجمعة، وفيها أنها كانت على اتصال دائم مع زوجة أحد الشقيقين كواشي، إلى درجة اتصلت بها هاتفياً 500 مرة العام الماضي ». كما كانت صديقة لكوليبالي قبل أن يتسرب إليه التطرف. وكان كوليبالي تعرف في 2005 إلى الشقيقين كواشي في سجن أمضى فيه عقوبة عن سرقة ارتكبها، وبعدها في 2010 قبض عليه وأدين بالسجن 4 أعوام لمحاولته تهريب إرهابيين من سجن لتنفيذهم في 2005 هجمات مترو باريس. بعد خروجه في 2014 من السجن، انتقل للعيش مع حياة في شقة واحدة، وأثناء العام الماضي تزوجا دينياً فقط، ثم قاما بزيارة الفرنسي من أصل جزائري، جمال بيغال، عضو « القاعدة » المدان في 2005 بأعمال إرهابية ارتكبها في جنوبفرنسا، وهناك في مقر إقامته الجبرية التقطوا صوراً، تنشر « العربية.نت » بعضها نقلاً عن « لوموند » التي ذكرت أيضاً أن الشرطة سألت حياة بومدين فيما بعد عن سبب وجودها في مقر إقامة بيغال، فأخبرت أنها كانت تتدرب على رياضة سلاح القوس. وذكرت حياة للشرطة أيضاً أنها تأثرت بزوجها وبآخرين متطرفين، وبدأت تدرس الدين وما في العالم من نزاعات وحروب حالية تأثرت بمجرياتها. إلا أن موقع « ديلي بيست » الإخباري الأميركي، أضاف جديداً لم يرد في « لوموند » وهو قولها: « حين أرى المجازر بحق الفلسطينيين، وفي العراق والشيشان وأفغانستان، وفي أي مكان يرسل إليه الأميركيون طائراتهم، أليس هذا إرهاباً »؟ لكن الموقع لم يذكر لمن قالت هذه العبارات. أيضاً هناك معلومات، ولكن من دون مصدر أيضاً، ذكرتها صحيفة « ديلي ميل » البريطانية، اليوم السبت، أن حياة بومدين لم تعد تظهر إلا بالنقاب بعد تطرفها، وأنها قامت بتغيير اسم عائلتها « ليبدو لفظه فرنسياً أكثر »، طبقاً لما نقلت عما سمتها « مصادر التحقيق » إلا أن ما تابعت ذكره هو نفسه ما نشره « موقع ديلي بيست » من دون مصدر واضح. فهل شاركت حياة بومدين مع كوليبالي عملية احتجاز الرهائن في المتجر اليهودي، وفرت منه حين اقتحمته الشرطة، أو أنها لم تكن فيه أصلاً؟ هذا ما ستكشف عنه التحقيقات.