فرنسا التي عاشت 3 أيام "ضيفة" على الإرهاب، تبحث الآن عن الوحيدة التي بقيت حية وتمكنت من الفرار بعد اعتقال أحد زملائها، الأربعاء الماضي، وقتل الثلاثة الباقين أمس الجمعة، وبعده تحولت في يوم واحد إلى إحدى أشهر المبشرات بجحيم المطاردة الدولية، وهي التي كانت حياتها عادية، لبست فيها البكيني على الشواطئ، قبل أن يلبسها التطرف وينتهي بها إلى الإرهاب. حياة بومدين، هي زوجة الفرنسي من أصل سنغالي، أميدي كوليبالي، الذي قام بعمليتين: واحدة قتل فيها شرطية فرنسية الخميس الماضي خارج باريس، والثانية احتجز فيها بعد ساعات عدداً من زبائن وعمال متجر يهودي بالعاصمة الفرنسية، ربما ليطالب الشرطة بفك حصارها عن مطبعة تحصن بها شريكاه الشقيقان الجزائريا الأصل، سعيد وشريف كواشي، ومعهما امرأة رهينة، تمهيداً للمطالبة بمنحهما ممراً آمناً مع شريك سلم نفسه بعد تنفيذه معهما الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" الأربعاء الماضي. تعارف في السجن عبّد الطريق إلى الإرهاب المشترك ومن المتجر أجرى كوليبالي مقابلة مع محطة BFMTV الإخبارية التي اتصلت به عبر الهاتف، وطالعتها "تلكسبريس" مترجمة من وكالة الصحافة الفرنسية، وفيها ذكر أن زوجته حياة ليست معه في المتجر، بل اقتحمه واحتجز الرهائن بمفرده، وهم 21 شخصاً، قتل منهم 4 وبقي طفل و16 آخرون، بينهم 8 نساء، ممن حررتهم الشرطة بعد أن اقتحمت عليه المكان وقتلته في الوقت الذي قتلت فيه الشقيقين كواشي بالمطبعة، لتبدأ من بعدها رحلة البحث عن حياة بومدين، بوصفها شريكة معه بقتل الشرطية. وأهم المعلومات عن بومدين البالغ عمرها 26 سنة، وردت بصحيفة "لوموند" الفرنسية، أمس الجمعة، وفيها أنها كانت على اتصال دائم مع زوجة أحد الشقيقين كواشي، إلى درجة انها "اتصلت بها هاتفياً 500 مرة العام الماضي". كما كانت صديقة لكوليبالي قبل أن يتسرب إليه التطرف. وكان كوليبالي تعرف في 2005 إلى الشقيقين كواشي في سجن أمضى فيه عقوبة عن سرقة ارتكبها، وبعدها في 2010 قبض عليه وأدين بالسجن 4 أعوام لمحاولته تهريب إرهابيين من سجن لتنفيذهم في 2005 هجمات مترو باريس. بعد خروجه في 2014 من السجن، انتقل للعيش مع حياة في شقة واحدة، وخلال العام الماضي تزوجا دينياً فقط، ثم قاما بزيارة الفرنسي من أصل جزائري، جمال بيغال، عضو "القاعدة" المدان في 2005 بأعمال إرهابية ارتكبها في جنوبفرنسا، وهناك في مقر إقامته الجبرية التقطوا صوراً، تنشر "تلكسبريس" بعضها نقلاً عن "لوموند" التي ذكرت أيضاً أن الشرطة سألت حياة بومدين فيما بعد عن سبب وجودها في مقر إقامة بيغال، فأخبرت أنها كانت تتدرب على رياضة سلاح القوس. لم تعد تظهر إلا بالنقاب و ذكرت حياة للشرطة أيضاً أنها تأثرت بزوجها وبآخرين متطرفين، وبدأت تدرس الدين وما في العالم من نزاعات وحروب حالية تأثرت بمجرياتها. إلا أن موقع "ديلي بيست" الإخباري الأميركي، أضاف جديداً لم يرد في "لوموند" وهو قولها: "حين أرى المجازر بحق الفلسطينيين، وفي العراق والشيشان وأفغانستان، وفي أي مكان يرسل إليه الأميركيون طائراتهم، أليس هذا إرهاباً"؟ لكن الموقع لم يذكر لمن قالت هذه العبارات. و هناك معلومات آخرى، ولكن من دون مصدر أيضاً، ذكرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اليوم السبت، وهي أن حياة بومدين لم تعد تظهر إلا بالنقاب بعد تطرفها، وأنها قامت بتغيير اسم عائلتها "ليبدو لفظه فرنسياً أكثر"، طبقاً لما نقلت عما سمتها "مصادر التحقيق" إلا أن ما تابعت ذكره هو نفسه ما نشره "موقع ديلي بيست" من دون مصدر واضح. و ليس أكيداً بعد، ما إذا كانت حياة بومدين قد استركت مع كوليبالي باحتجاز الرهائن في المتجر اليهودي، وفرت منه حين اقتحمته الشرطة، أو أنها لم تكن فيه أصلاً، على حد ما ذكر زوجها القتيل فيما بعد. إلا أنها في الحالتين أشهر الإرهابيات الهاربات، وعلى رأس لائحة المطلوبين الأوروبيين.