اليوم كل الطرق تؤدي إلى مركب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة تنقسم على نفسها، بين مؤيد للشياطين الحمر ومشجع للنسور الخضر، جماهير " لوينرز " و" لكرين بويز " ومختلف الفصائل المشكلة لعشاق الفريقين تسارع الزمن لإنهاء اللمسات الاخيرة على " تيفو " الذي سيزين انطلاقة المباراة بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء برسم نصف نهاية كأس العرش. " فبراير.كم " اختارت أن تنقل لكم مشاهد من شوارع البيضاء. الحافلات القادمة من أحياء البرنوصي، السباتة، حي مولاي رشيد، درب السلطان، الحي المحمدي، الألفة، الحي الحسني، عين الشق وغيرهم تقل أفواجا من شغوفين بتتبع المباراة من قلب مدرجات الملعب. ولا تخلو الرحلة كما عاينت " فبراير.كم " ذلك من مشاداة بين أنصار الغريمين، تنتج عنها تكسير لواجهات الحافلات والنافذات، وتتلف معها العديد من الممتلكات الخاصة خاصة السيارات التي يركنها مالكوها في جنبات الشوارع المؤدية لوسط المدينة. المشهد من شارع مولاي إسماعيل قرب حديقة الحيوانات، عدد كبير من القاصرين منزوعي الأحذية والنعال يفترشون الأرض محاصرين من طرف رجال الأمن، وغير بعيد عنهم حافلة تعرضت اغلب نوافذها للتكسير، على الجانب الأيسر من الطريق يكسر مشهد حضاري صور التخريب، لجماهير الخضراء والحمراء متلحفين بأعلام الفريقين يمتطون سيارة " بيكوب ". في وسط المدينة عند ملتقى شوارع الحسن الثاني وباريس ولالة الياقوت، وملتقى شوارع أنفا وزرقطوني، وبساحة لاكندورد التاريخية وساحة ماريشال، تفرغ أغلب الحافلات وسيارات الأجرة حمولتها من الجماهير، لتكون مجموعة أكبر تتغنى بشعارات وأمجاد وإنجازات كل من القلعة الحمراء والخضراء. وأمام كل هذه الجلبة والحماسة التي تجتاح الشوارع والأزقة، يلاحظ ككل " ديربي " إنزالا أمنيا كثيفا لمختلف قوات الأمن على جنبات الطريق وأمام المواقع الحساسة للمدينة، لتجنب أي انفلات أمني قد يعصف بأجواء اللقاء قبل انطلاقه. حظا سعيدا للفريقيين وفرجة ممتعة لعشاق كرة القدم ولمشجعي الفريقين.