احتضنت ٬ مساء يوم الخميس الماضي حاضرة موكادور٬ فعاليات مهرجان ربيع موسيقى الأليزي في طبعته الثانية عشرة ،و الذي يحتفي بموسيقى الصالونات. أشرفت على تنظيم تلك التظاهرة جمعية الصويرة موكادور.وقد عرفت هذه الدورة مشاركة العديد من الأسماء الوازنة ذائعة الصيت في ميدان الفن الكلاسيكي. و تميز حفل الافتتاح ٬ على الخصوص٬ بحضور السيد أندري أزولاي الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور وعدد من السفراء الأجانب المعتمدين بالمغرب و عامل الإقليم و رئيس أمن المنطقة و شخصيات أخرى. بدأ هذا الحفل الكبير على إيقاع نغمات مقاطع من موسيقى بيتهوفن وفرانك الرائعة بأداء مشترك و متميزلعازفين متألقين في سماء الموسيقى الكلاسيكية :دافيد غريمال على الكمان و جورج بلوديرماشي على البيانو ٬ استمتع من خلاله الجمهور الذي حضر بفضاء دار الصويري بأداء موسيقي رائع يلهب المشاعر و يطرب الروح. ويحظى العازف دافيد غريمال بصيت عالمي٬ إذ تستضيفه عدة مجموعات الأوركسترا الموسيقية عبر العالم٬ كما أنه يواصل ومنذ سنوات٬ تعاونه مع جورج بلوديرماشي٬ الذي بدأ العزف منذ نعومة أظفاره و هو ابن الثالثة من عمره٬ والذي يشارك بدوره و بكيفية مستمرة في العديد من المهرجانات الموسيقية بفرنسا وخارجها. عرفت رحاب مدينة الصويرة القديمة و خاصة دار الصويري تغاريد عنادل و شحارير أتت من أوربا و المغرب لكن تلك غنت شدى ألحان أجدادها أما هذه فاكتفت بالتقليد غير أن بعضامنها بقيت وفية لجدورها الأندلسية و المغربية ، فحين غردت طربت لها نفوس الحاضرين قبل أجسادهم حتى أن عصفورة من الشحارير الزائرة اعترفت بل شهدت و شهدنا معها حضور الطيور البرية عند بداية كل أمسية و سمعناها تردد مع العنادل المغربية القحة أحلى و أرق الألحان و كأن لسان حالها يقول هذا اللحن الأصيل هذا لحن بلاد كفى من التقليد نريد إبداعا ينبع من ثراثنا من ثقافتنا نعم نريد ...أوبي يا طيور مع هؤلاء ،و عند نهاية المعزوفة اطلبي المزيد. نعم لا ننكر أننا طربنا و تذوقنا حتى النخاع المعزوفات الكلاسيكيات الخالدة و طلبنا إعادتها مرات و مرات لقيمة المعزوفة و جودتها و براعة العازف و مهارته.طرب الكل حين افتتح هذا الحفل البهيج بمعزوفات للموسيقيين دافيد غريمال على الكمان بمعية جورج بلوديرمارشي « البيانو»٬ و هما يؤديان بعض الروائع الخالدة من أعمال فرانك وبيتهوفن الموسيقيين المشهورين و الراحلين. لكن سمرنا ازداد سحرا ،و طربنا كان أعظم حين شنفت مسامعنا مجموعة من الشباب المغاربة بنغمات و ألحان منا و إلينا تحكي أحاسيسنا وتكلم شعورنا،تغوص في وجداننا و أعماق مشاعرنا،تذوقنها تذوق الرضيع للبن أمه ،لا يرضى عنه بديلا. لذلك نرجو أن تعطى لأبناء هذا الشعب الطيب الكلمة ليبزوا مواهبهم و صقلها و ذلك بفتح دور الشباب في وجهم و أن لا تبق تلك الدور عبارة بنايات مهجورة يعشش فوقها اللقلاق . تميز مهرجان ربيع موسيقى الأليزي٬ الذي نظمته جمعية الصويرة موكادور٬ بتنوع الموسيقيين إذ يجمع بين فنانين من أجيال مختلفة وانتماءات جغرافية متباعدة٬ غير أن القاسم المشترك بينهم يظل التعبير الموسيقي الراقي عن أحاسيس فنية مرهفة٬ كما أنه منح المواهب الشابة شرف الصعود إلى المنصة وتقديم ما لديهم أمام جمهور يتقاسم معهم شغف و حب الموسيقى الكلاسيكية. وعاشت مدينة الأليزي٬ ما بين 26 و29 أبريل الفارط٬ على إيقاعات موسيقية ٬ حيث احتضن عدد من فضاءات المدينة عدد من الحفلات الموسيقية التي استدعي إليها عدد من العازفين الذين سطع نجمهم في سماء الموسيقى الكلااسيكية العالمية و الوطنية. للصويرة نيوز : محمد الصحراوي