“مدينة بني بوعياش تعيش هدوء تاما بعد ثلاثة أيام من أعمال الشغب” هذا هو العنوان الذي اختارته وكالة المغرب العربي للانباء عند تناولها لما يجري في بني بوعياش . لكن الاخبار المتواثرة من هناك تفيد العكس . ذلك ان الاحتجاجات اتسع نطاقها لتمتد الى القرى والمدن المجاورة دون الحديث طبعا عن باقي الاحتجاجات التي تنطلق ما بين الفينة والاخرى في بعض ربوع المملكة تضامنا مع ساكنة الريف. وبالرجوع لاحداث ايت بوعياش فقد خرج المتظاهرون مساء امس في مظاهرات عارمة للتنديد باعتقال رفاقهم وللمطالبة باطلاق سراحهم , غير ان هذه الاحتجاجات قوبلت بالقمع عن طريق قوات متنوعة من الامن ومستعملة الغازات المسيلة للدموع او الحجارة والهراوات .الشيئ الذي خلف عدة جرحى في صفوف المتظاهرين تم نقل بعضهم الى المستشفى في حين تم تقديم المساعدات الى البعض الاخر من طرف افراد الشعب خوفا من الاعتقال في حالة وصولهم للمستشفى . ومن جهة اخرى فقد خرج ناشطون من حركة 20 فبراير في كل من يمزورن وبوكدان في مسيرة نحو بني بوعياش للتضامن مع سكانها غير ان قوات الامن قامت بتطوقها ومنعتها من التحرك ليقرر المحتجون الرجوع إلى مركز القرية مما ترتب عنه نشوب مواجهات عاشتها المدينة طيلة ليلة الثلاثاء 13 مارس. وتجدر الاشارة حسب بعض القادة الميدانيين المستجوبين ان المحتجين يتحصنون بالجبال حيث قال ” صراحة هذه اول مرة ارى فيها اناسا يمتلكون الشجاعة بكل ما في الكلمة من معنى , هم لا يهابون شيئا لا يعرفون معنى للخوف وخصوصا الشباب هنا في هذا الجبل المحادي احي بورغمان المهمش ... هو حصننا وملادنا نظرا لطبيعة التضاريس المشكلة للجبل حيث ان القوات العمومية يصعب عليها الوصول الينا رغم محاولاتها المتكررة لكن كلها باءت بالفشل “. واضاف نفس القائد الميداني قائلا “الحراك ببني بوعساش بدأ مع انطلاق حركة 20 فبارير , ونحن جزء لايتجزأ منها , ونحن نتشبت بكل مطالب حركة 20 فبراير التي مات من اجلها شهدائنا وعلى راسهم عريس الشهداء كمال الحساني , نحن الان لدينا مطالب آنية للساكنة هذا ما الامر”. وفي المقابل فقد صرح رئيس المجلس البلدي لبني بوعياش بعد اتهامه بالوقوف وراء هذه الاحداث قائلا “المجلس البلدي لبني بوعياش لا يتحمل أية مسؤولية في اندلاع هذه الأحداث العنيفة، والمسؤولية يتحملها مجموعة من الخصوم السياسيين للمجلس البلدي، الذين يحاولون تأجيج الأوضاع بكل الأشكال، وكذا تهديد الاستقرار والسلم الاجتماعي بالمدينة عبر توظيف مجموعة من القاصرين والتغرير بهم بأشكال مختلفة، وهؤلاء الخصوم السياسيون سنضطر للكشف عنهم لاحقا أمام القضاء.” واردف قائلا “سنكشف عن ذلك لاحقا، فحاليا هناك معتقلون أمام القضاء سيتحدثون، ثم بعدها سنتحدث ونكشف هذه الجهات لكن أمام القضاء”.