إن المتتبع للشأن النقابي اليوم وخصوصا في قطاع التعليم يلا حظ ظاهرة جديدة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام فلا بد من دراستها والوقوف عليها بنوع من الثريت,وهي ظاهرة التنسيقيات التي إنتشرت بشكل سريع وسط نساء ورجال التعليم والتي ينظر إليها البعض على أنها الإطار البديل للنقابة نظرا إلى ما وصل إليه العمل النقابي في المغرب من فساد وشيخوخة وفقدان للمصداقية خصوصا بعد فشل النقابات في الإستجابة لتطلعات رجال التعليم في عدة ملفات، وحتى نكون أكثر تحديدا فالتأريخ لظاهرة التنسيقية لا يمكن فصله عن تنسيقية المجازين ما بعد 3فبراير 2011 ,أي ان تنسيقية المجازين ما قبل هذا التاريخ لم تكن تؤشرعلى بداية شكل جديد في العمل النقابي نظرا لإن خطواتها النضالية كانت بمباركة النقابات الداعمة لهذا الملف ,إلا ان الإعلان على المبارة (مبارة 26فبراير) كانت الإنطلاقة العملية للعمل النقابي خارج الإطارات النقابية بعد إعلان التنسيقية عن الإضراب المفتوح بدون تغطية نقابية وبداية الإعتصام بالرباط المرحلة التي شكلت الإنطلاقة بعد تطهير التنسيقيات الجهوية من المرتبطين بالنقابات ,والعجيب في الأمر أن القواعد المتضررة إنخرطت في هذا الشكل الجديد للإضراب رغم غياب التغطية النقابية وتمثل ذلك في العدد الكبير للأساتذة الذين لبوا نداء التنسيقية للإعتصام,مما يجعلنا نطرح سؤال في بداية هذه الدراسة هل الأمر يرتبط ببداية تفكك النقابات أما أن إستمرار العقلية القديمة في القيادة هو السبب خصوصا وأننا نتحدث عن المركزيات النقابية التي رفضت تغطية الإضراب وطنيا في حين عملت الفروع المحلية على تغطيته جهوي؟وقبل أن نجيب عن هذا السؤال لابد من تحديد خصائص هذا الشكل الجديد لنضال المجازين ومن بعدهم رجال التعليم.يتميز عمل التنسيقية بالخصائص التالية ملف مطلبي دقيق ومحدد: هناك تنسيقيات تركز على مطلب واحد بعيدا عن المطالب الفضفاضة للنقابات. الإعتماد على الوسائل الحديثة في التعبئة: التواصل عن طريق الأنترنيت، الفايسبوك والهاتف النقال لحشد الدعم. الهيكل التنظمي جد محكم: التنسيقية الإقليمية، التنسيقية الجهوية، المكتب الوطني يتكون من منسقين جهويين يتخبون من طرف القواعد في ساحة المعركة. الدعم المادي والإعلامي: توفره القواعد عبر المساهمات غياب البيروقراطية: المشاركة في التسيير حق الجميع الديمقراطية: إتخاد الخطوات يكون بالرجوع للقواعد هذه بعض الخصائص التي تميز العمل النقابي للتنسيقية والملاحظة أن هذه الخصائص تغيب اليوم في النقابات وهي المطالب الأساسية للشغيلة التعليمية بالمغرب,مما يطرح تحدي كبير على النقابت المركزية ودعوة صريحة إلى إعادة النظر في طرق العمل والتوجه نحو هيكلة مكاتبها لكي تساير تطلعات الشغيلة وحتى لانقول أن زمن النقابات ولى.