تسعى الحكومة المغربية الى تبديد مخاوف رجال الأعمال من تأثير انعكاسات الأزمة الأوروبية على الإقتصاد المغربي. ويقول صلاح الدين مزوار وزير المالية والإقتصاد المغربي في هذا الصدد إن إقتصاد المغرب "أبدى مقاومة جيدة في مواجهة آثار أزمة منطقة اليورو". لكن محللين اقتصاديين يرون أن المغرب "تأثر فعلا بالأزمة خصوصا في قطاعات تحويلات المغتربين المغاربة والصادرات وتراجع الطلب على السلع المغربية". تطمينات حكومية وقد بحثت لجنة "اليقظة" التي تضم وزراء ورجال أعمال الإجراءات الوقائية لتجنيب الإقتصاد المغربي تداعيات الأزمة الإقتصادية الأوروبية. وأوصت بزيادة الدعم للقطاعات المتضررة كالنسيج وصناعة مكونات الطائرات والتركيز على زيادة الطلب الداخلي للرفع من وثيرة النمو. وضمن الإجراءات أيضا دعم الصادرات والبحث عن أسواق جديدة. ويقول صلاح الدين مزوار وزير الإقتصاد والمالية المغربي للبي بي سي إن أزمة اليورو "لم تؤثر على المؤشرات الماكرو اقتصادية على اعتبار أن نسبة النمو بلغت هذا العام أربعة في المائة بزيادة نصف نقطة عما كان متوقعا". ويضيف مزوار أن نسبة التضخم "ظلت في حدود إثنين بالمائة المتوقعة ونسبة العجز في الموازنة بلغت أربعة في المائة". شراكة في الربح والخسارة وقد سجل تراجع في قيمة الصادرات المغربية إلى أوربا والتي تمثل 60 بالمائة من مجموع صادرات المغرب وهو ما يزيد من ارتفاع عجز الميزان التجاري. وجراء الأزمة التي تعيش على إيقاعها منطقة اليورو فقد انخفضت الإستثمارات الخارجية من الدول الأوربية نحو المغرب إذ لم تتجاوز خمسين في المائة مما كانت عليه العام الماضي . ويتوقع أن تقلص أوربا من مساعداتها للمغرب والمقدرة ب 700 مليون يورو كل ثلاث سنوات. وقال نجيب بوليف نائب رئيس لجنة المالية بالبرلمان المغربي للبي بي سي إن المغرب هو "الشريك التجاري الأول للإتحاد الأوروبي. ومن الطبيعي أن تتأثر الصادرات المغربية نحو أوروبا سلبا". وأضاف بوليف: "أن الأزمة الأوروبية في عمقها مالية لذلك الإستثمارات الأوربية الموجهة نحو المغرب ستشهد تراجعا مهما". عطالة مغربية في أوروبا وقد أفضت الأزمة التي تعيشها منطقة اليورو إلى تراجع تحويلات المغاربة المغتربين وهو ما قد ينعكس سلبا على احتياطي المغرب من العملة الصعبة. ويقول خبراء مغاربة إن تراجع اليورو قد يخفف من عبء خدمة الدين العام على اعتبار أن 75 في المائة من مديونية المغرب مرتبطة باليورو. وقد ساهمت الأزمة الأوربية خصوصا في اسبانيا في ارتفاع نسبة العاطلين المغاربة المغتربين. و يقول محمد كرين من "مركزعزيز بلال" للأبحاث والدراسات إن من تداعيات الأزمة الأوربية على المغرب تراجع تحويلات المغاربة المغتربين "مما جعل آلاف الأسر المغربية تفقد مصدر عيشها"، وأرجع كرين ذلك إلى "تفشي البطالة في صفوف المغاربة بأوربا كإسبانيا التي بلغت فيها نسبة العاطلين المغاربة ثمانية وثلاثين في المائة". وقد أدت الأزمة التي تعيشها بعض دول منطقة اليورو إلى تراجع الطلب الأوربي على السلع المغربية مما أدى إلى زيادة نسبة البطالة بنقطة واحدة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة. كما أن تراجع القدرة الشرائية للمواطن الأوربي قد يؤدي إلى انخفاض في عدد السياح نحو المغرب. وارتباطا بأزمة اليورو فإن ارتفاع قيمة الدولار سيزيد من حجم فاتورة النفط المدفوعة كاملة بالدولار مما سيؤثر سلبا على الموازنة العامة. الصويرة نيوز/صحف