على اثر الاحداث الاخيرة التي عرفتها مدينة العيون المغربية وعلى اثر تزوير الحقائق من طرف الاعلام الاسباني المشترى بعائدات النفط الجزائري التي بدل ان تستثمر في التنمية الجزائرية وان تخرج الشعب الجزائري الشقيق من الفقرر والعوز الذي يعيشه شاءت الاقدار ان تستغل هذه العائدات ضد المغرب الدولة الجارة والشقيقة . وعلى اثر تزوير الحقائق من طرف الاعلام الاسباني قامت عدة فعاليات مدنية مغربية بعدة مسيرات واحتجاجات الغرض منها اظهارمدى تلاحم كل مكونات المجتمع المغربي عندما يتعلق الامر بوحدته الترابية . وهكذا عرفت شوارع الدارالبيضاء مسيرة مليونية تلتها مسيرات في كل الاقاليم وجهات المملكة اظافة طبعا الى جلسات قام بها البرلمان المغربي بمجلسيه لدراسة موقف الحزب الشعبي الاسباني اتجاه ما جرى في العيون ولدراسة موقف الاعلام الاسباني في تناوله لهذه الاحداث . وقد كان المغاربة ينتظرون موقفا حازما من البرلمان المغربي بمجلسيه لكن شاءت الاقدار ان يصابوا بالغثيان حين سماعهم لقرار يقضي بمراجعة العلاقة مع اسبانيا. دونما ان يكلف البرلمان المغربي نفسه عناء مناقشة الوضعية التي سيكون عليها المغرب في حالة مراجعة العلاقة مع اسبانيا. واذا كانت اسبانيا تعي جيدا ان رفع هذا الشعار من طرف المغرب لايعدو ان يكون شطحة سياسية لا فائدة منها ولا خير يرجى من وراءها مادامت صعبة التطبيق .فان السؤال المطروح هو لماذا خرج البرلمان المغربي بهذا القرار المجاني؟ هل لامتصاص غضب الشعب المغربي من اسبانيا ومن اعلامها المنحاز للجزائر وصنيعتها البوليزاريو؟ ام ان البرلمان المغربي ونظرا لكونه يحتوي على مجموعة من الاشخاص الاميين الذين لا يميزون بين الواو وعصى الطبال والذين لايفقهون في السايسة شيئا قد اتخذ هذا القرار بكل شجاعة وبكل مسؤولية؟ وفي جميع الاحوال فان اتخاذ مثل هذا القرار قد اضر كثيرا بوضعية المغرب على المستوى الخارجي واظهر للعالم بان الدييبلوماسية المغربية ليست على ما يرام وان صانعي القرار في المغرب يتصفون بالارتجالية وغياب تخطيط استراتيجي بمقتضان يتم التعامل مع الاحداث بشكل ايجابي وبمنطق سياسوي يعود على المغرب بالنفع . وقد كان حريا بالبررلمان المغربي بدل ان يتخذ قرارا مشلولا لا يسمن ولا يغني من جوع ان يتخذ قرار اكثر موضوعية واكثر نفعا على المغرب مثل ايفاذ لجن برلمانية لشرح ظروف وملابسات احداث العيون ولشرح العمل الارهابي الذي قامت به عصابة البوليزاريو والذي لايختلف عما تقوم به منظمة القاعدة . كما كان حريا كذلك على البرلمان المغربي ان يهدد بوقف التعاون مع اسبانيا لكبح جماح الهجرة السرية وعصابات المتاجرين في المخدرات اضف الى ذلك اتخاذ قررار بعدم تجديد اتفاقية الصيد البحري التي تستفيذ منها اسبانيا بكشل كبير جدا. لكن للاسف الشديد فقد كان موقف البرلمان والحكومة المغربية لايخدم البثة القضية الوطنية. وفي ظل هذه البهرجة السياسية التي لم يستفذ منها المغرب اي شيء دخل الشعب المغربيي على الخط واخذ زمام المبادرة فقرر القيام بمسيرة شعبية لتحرير سبتة ومليلية من الاستعمارالاسباني كما تقرر ايقاف تزويد المدينتين المحتليتين بالماء الشروب . وبمجرد سماع اسبانيا لقرار الشعب المغربي اقامت الدنيا ولم تقعدها ودخلت في مفاوضات مع الحكومة المغربية لتعب لها دور الدركي لايقاف الزحف الشعبي نحو المدينتين السليبتين ولعدم قطع الماء على المدينتين السليبتين . فما كان على الحكومة المغربية الا ان تتدخل بسرعة لوقف المسيرة والعمل على الاستمرار بتزويد سبتة ومليلية بالماء الشروب. وبعد اتخاذ الشعب المغربي المبادرة بنفسه للدود عن وحدة الوطن اعطت مبادرته هذه اكلها بسرعة وبدون اي تأخر عكس القررار المتخذ من قبل البرلمان المغربي بمجلسيه والذي ظل حبرا على ورق ولم يرقىى الى مستوى مناقشته سواء امام البرلمان الاسباني او في اي اجتماع حكومي اسباني. وهكذا يتضح لنا بان الحكومة المغربية برئاسة الرايس الفاسيي والبرلمان المغربي بكل اطيافه السياسية والحزبية قاصرين جدا وغير مؤهلين سياسيا للدفاع عن وحدة المغرب وتحسين صورته على المستوى الخارجي. وان المؤهل الوحيد لذلك هو الشعب المغربي الناضج الذي ابان غير ما مرة على وطنييته وغيرته. فمتى سترحل هذه الحكومة الى غير رجعة ؟ومتى ستنتهي فترة هذا البرلمان المشلول ؟ ومتى ستعطى الكلمة للشعب المغربي لتحمل مسؤوليته في الدفاع عن الوطن بعيدا عن كل مزايدات وحسابات ضيقة ؟ والى ذلك الحين ندعوكم لحداد وطني مفتوح احتجاجا على ابتلائنا بحكومة مشلولة وبرلمان امي .