ألقى محمد الأنصاري رئيس الفريق الإستقلالي للوحدة والتعادلية الثلاثاء الماضي بمجلس المستشارين سؤالا شفويا في إطار تساؤل محوري حول تحامل الإعلام الإسباني على المغرب قال فيه: «إن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية وعلى غرار باقي مكونات المجتمع المغربي لا يسعه إلا أن يدين بشدة الحرب المسعورة التي تشنها بعض وسائل الإعلام الإسبانية ضد قضايانا الوطنية السيادية وذلك بعد الفشل الذريع لكل المحاولات اليائسة التي دبرتها لتوجيه أحداث العيون الأخيرة، ارضاء للمخطط الاستخباراتي الجزائري الدنيء والهادف إلى زعزعة الاستقرار السياسي الذي ينعم به المغرب بشكل عام، والأقاليم الجنوبية بشكل خاص وذلك بعدما اشتد حقد أعداء وحدتنا الترابية وفشلهم ميدانيا وعملهم على نسج خيوط مؤامرة إعلامية مفبركة هدفها تضليل الرأي العام الدولي والنيل من صورة المغرب لدى المنتظم الدولي للتأثير على مسار المفاوضات حول قضية الصحراء المغربية. مؤامرة برزت معالمها خاصة بتصريح رئيس الحزب الشعبي الإسباني ماريانو راخوي المثير للاستغراب والذي يفضح الحنين للمرجعية الاستعمارية لأصحاب هذا التوجه، وهو الأمر الذي أدانه في حينه حزب الاستقلال من خلال بلاغ أمينه العام الوزير الأول الأستاذ عباس الفاسي. إن تسخير عائدات البيترودولار من طرف حكام الجزائر لشراء ذمم بعض المنابر الإعلامية الجزائرية، والإسبانية، والأمريكو لاتينية المعادية لوحدتنا الترابية ولقضايانا السيادية، بدل توظيفها في حل مشاكل التنمية للشعب الجزائري الشقيق ومعالجة أوضاعهم الاجتماعية المتأزمة لن ينال من عزيمتنا. وإن هذه المنابر المغرضة التي أعلنت في هذا السياق منذ زمن انحيازها السافر لدعاة التفرقة والانفصال والإرهاب والذي أكد تورط الكثير من العناصر الانفصالية في أحداث المغرب العربي، هي المنابر نفسها التي اعتادت تزييف الحقائق وتلفيق الأباطيل والأكاذيب ونسج أحداث من وحي الخيال، كما كان عليه الأمر خلال أحداث العيون الأخيرة. فكان سلوكها هذا، العدواني ذو النزعة الاستعمارية، نقطة قوة سجلت لصالح وطننا الذي تعامل مع الأحداث المفبركة بما تقتضيه صلاحيات سيادة الدولة المبنية على القانون. إن الاستغلال البشع لصور الأطفال الفلسطينيين ضحايا العنف الصهيوني في حرب غزة، وصور الجريمة النكراء التي هزت الرأي العام بالدار البيضاء، وإغفال الحديث عن حقيقة الوضع الذي أدى إلى استشهاد أفراد من قواتنا العمومية تغمدهم الله برحمته، وانتهاك السيادة الوطنية بولوج صحافيين إسبان التراب الوطني بهوية مزيفة لتنفيذ المخطط المخابراتي الجزائري، مخطط تأكد مرة أخرى لأعداء وحدتنا الترابية استحالة تنفيذه، وذلك في ظل مواجهته بالإجماع الوطني حول قضايانا السيادية، وتمسك أبنائنا في الصحراء المغربية بهويتهم الوطنية والوحدة الترابية، وانخراطهم اللامشروط في الأوراش التنموية الكبرى بقيادة جلالة الملك محمد السادس. لذا نسائلكم السيد الوزير المحترم عن التدابير والإجراءات التي اتخذتها وستتخذها الحكومة مستقبلا لمواجهة هذه الحملة الإعلامية المسعورة لبعض وسائل الإعلام الإسبانية ومن يدور في فلكها ضد القضايا الوطنية السيادية؟» وأكد وزير الإتصال أن وزارة الإتصال اتخذت قرار سحب الإعتماد من ممثل الصحيفة الإسبانية ABC بالمغرب على خلفية التغطيات المغرضة التي قام بها الصحفي لفائدة جريدته. وقال خالد الناصري إن هذا الصحفي أقدم على سلوكات غير مسؤولة وتطاول على المغاربة حيث نعتهم بالمعمرين، وقدم تضليلات وأكاذيب مفادها أن شوارع العيون مليئة بالجثث. وانتقد و زير الإتصال ما وصفه بالحرب المعلنة والسلوكات الممنهجة لعدد من وسائل الإعلام الإسبانية بكل مكوناتها والتي تخطت الحدود بتقديمها أحداثا مزيفة لاصلة لها بالواقع، قصد تضليل الرأي العام الإسباني والأروبي والدولي والأمريكي اللاتيني، معتبرا أن هذه السلوكات إساءة مقصودة وخرق لأخلاقيات المهنة الصحفية وتحايل على الحقيقة غرضها التشويش على التجربة الديمقراطية بالمغرب والمناورة لثني المغرب عن استكمال وحدته الترابية عبر المطالبة بالثغور المحتلة بالشمال. وأضاف وزير الإتصال أن المغربي يواجه تحالفا رباعيا خطيرا يعاكس المصالح الحيوية للمغرب ويتألف من الدبلوماسية الجزائرية والبوليساريو والمجرمين الذين تم تجنيدهم وجزء كبير من الصحافة الإسبانية. وأكد في السياق نفسه أن المغرب لن يتساهل مع الصحافيين الذين يدعمون الانفصاليين ويبقى منفتحا على الآراء ومتعاونا مع الصحفيين الأجانب المعتمدين وتسهيل مأموريتهم المهنية. إلى ذلك استنكر خالد الناصري سياسة التعتيم التي مارستها وسائل الإعلام على معاناة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود والممارسات التي طالت الصحفيين الذين أرادوا دخول مليلية المحتلة للقيام بوظيفتهم. وقال محمد الأنصاري في معرض تعقيبه إن الموضوع حوله إجماع وطني ونعتقد في الفريق الاستقلالي أن قوتنا في وحدتنا لإحباط جميع المؤامرات والدسائس التي يحيكها محور الشر الرباعي الذي تطرق إليه وزير الاتصال في توضيحاته، ولا بد أن نحيي الرد السريع للحكومة وما قدمته من تصريحات وبيانات وعلى رأسها الندوة الصحفية لوزيري الاتصال والداخلية، وذلك من أجل دحض الأكاذيب والأقاويل التي كانت من أقلام مأجورة للنيل من وحدتنا الترابية، نتمنى من لجنة تقصي الحقائق التي هي بصدد التكوين في مجلس النواب والتي حتما سيشارك فيها الجميع باعتبار هذه القضية تهمنا جميعا أن تتوصل إلى فك الألغاز وفضح الخبايا، من هم الذين تسللوا ومن تعاون معهم وسهل مأموريتهم أو تستر عليهم لابد للمغاربة الذين تعبأوا ل 35 سنة، وقبل ذلك أن يعرفوا الحقائق وكل الحقائق. وما وقع في العيون كبوة و نقمة في طيها نعمة ستزيدنا تلاحما وإصرارا على موقفنا، لذلك نتمنى في هذا الظرف من الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية والشعبية أن تتوجه إلى العالم لكشف المؤامرة التي تحاك ضد المغرب وتوظيف جيراننا لخيرات أنعم الله عليهم بها للمساس بالوحدة الترابية لشعب ضحى من أجل أن ينعم الأشقاء الجزائريون بالحرية والإستقلال. ونود اجتماع لجنة الداخلية والخارجية لكشف الحقائق أكثر وإعطاء البرلمانيين مساحة أكبر للنقاش ونتعرف على المواقف الرسمية لإسبانيا التي تجمعنا معها مصالح ونعرف هل هي التي تتحكم في الإعلام أم الإعلام الذي يتحكم فيها فعليها أن تتحمل مسؤوليتها وعلينا أن ننفتح على أمريكا اللاتينية ولا يكون تقصير للديبلوماسية البرلمانية أو الرسمية لإيصال صوتها لتلك البقاع وكذلك الشأن بالنسبة للجماعات المحلية التي لها توأمات مع مدن إسبانية. والتساؤل كل التساؤل حول وتيرة التسليح من طرف الجزائر، فهي ستحارب من ومن أجل من ولمن؟ لذلك علينا أن نكون حذرين ويقظين ونستمر في التعبئة والحفاظ على اللحمة الوطنية.