رعاة البوليساريو في الجزائر في حيرة من أمرهم حيث اختلطت عليهم الأمور ولم يعودوا يفرقون بين مسألة رعاية مشروع "جمهورية" المراكشي في الصحراء، وانتفاضة الشعب الجزائري المستمرة ضد ناهبي ثرواته التي يصرف الجزء الأكبر منها في صراعات إقليمية مختلقة من أجل تدويخ المقهورين والمظلومين. وأدى هذا الاختلاط إلى تراجع أحد كبار الاستخبارات العسكرية الجزائرية من مستطيل المجلس العسكري لقيام ما يسمى بالجمهورية الصحراوية الذي يعتبر عضوا فعالا به، هذا المستطيل الذي يملك أدوات قوية تتحكم في مصير الشعب الجزائري اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وأمنيا، ومن المهام الأولى لهذا المستطيل ألاستخباراتي هو تقوية جبهة البوليساريو دوليا باستعمال الدعاية الإعلامية لها وحشد عطف الجمعيات الأجنبية، هذا المستطيل له السلطة المطلقة على كل عائدات البترول والغاز والصفقات السرية مع الشركات المستثمرة في الجزائر. وسبق لهذا المستطيل أن أمر بتصفية أعضاء رابطة أنصار الحكم الذاتي بتندوف الفرع المدني بالمخيمات الذي يدعوا قيادة البوليساريو إلى قبول خيار الحكم الذاتي ويوضح ايجابياته للصحراويين من داخل المخيمات. انسياق عبد العزير المراكشي وإبراهيم غالي ورفاقه التندوفيين في قيادة الجبهة جعلهم ينسون معانات الصحراويين وشتاتهم والاتجار بهم وتلقين أطفالهم المبادئ الكوبية وتفويتهم للعائلات الاسبانية كل سنه...، وشتات العائلات الصحراوية لا يهم عبد العزيز المراكشي الذي يستمر في رفض خيار جمع الشمل سبيل كرامة الصحراويين والتحاقهم بوطنهم وعائلاتهم بالأقاليم الصحراوية. إن انهيار قوة العقيد معمر ألقذافي، وخروج أحد جنرالات الاستخبارات في الجزائر من مستطيل مجلس قيام الجمهورية المزعومة واختلاط الأمور على بقية الأعضاء الآخرين جراء الثورة الشعبية المستمرة في الجزائر، وتورط البوليساريو في الوقوف ضد جمع شمل العائلات الصحراوية، والثورات الشعبية ضد الحكومات العربية، له تأثير عميق على مستقبل مخططات الاستخبارات العسكرية الجزائرية في الصحراء وتغير طريقة تحركها في هذا النزاع مسألة واقعة مستقبلا لكن واستمرار عبد العزيز المراكشي في رفضه لكل الحلول تنفيذا لأسياده في الجزائر يجعله يتجاهل حق الصحراويين في جمع شملهم والتحاقهم بوطنهم وانخراطهم في تسيير شؤونهم بعد سقوط أعمدة الدعم الانفصالي في ثكنات المخابرات بالجزائر وليبيا.