بعد التحية الأخ العزيز الأستاذ الفاضل رئيس تحرير موقع السند تجد نص عريضة هل بالامكان أخي العزيز التفضل بامضاءها فرحات حشاد كان زعيم المنظمة النقابية في العهد الاستعماري وقد اغتالته اليد الحمراء الاستعمارية..عنصر من هذه العصابة قدم اعترافاته مؤخرا على قناة الحزيزة هذه العريضة نطالب بمحاكمته. الرجاء اخي العزيز الرد على هذه ارسالة. بسرعة ونكون لك من الشاكرين فتحي بالحاج نصّ العريضة لم يتسنّ لفرحات حشّاد مؤسس "الاتحاد العام التونسي للشغل" وأحد رموز الحركة الوطنية التونسية أن يشهد زمن تحرير وطنه، إذ أغتيل غدرا في 5 ديسمبر سنة 1952. و رغم توجّه أصابع كثيرة نحو منظمّة ارهابية فرنسية موالية للمستوطنين تدعى "اليد الحمراء"، بقيت هذه الجريمة طيّ الغموض، خاصة إثر قيام سلطات الاحتلال الفرنسي آنذاك بدعاية مضلّلة تشير إلى "أيادي تونسية" وراء الجريمة، ثمّ بالامتناع عن كشف الدولة الفرنسية عن أي معطيات حولها حتى بعد انقضاء الاحتلال. لكن بمرور الوقت بدأ يتكشف عدد من المعطيات ربمّا تتوّج مسار كشف الحقائق عبر مذكرات مكتوبة سنة 1997 وخاصة الاعتراف المسجّل مؤخّرا لأحد أعضاء "اليد الحمراء" بالجريمة. إذ بثّت قناة "الجزيرة الوثائقية" يوم 18 ديسمبر 2009 تصريحات للمدعو أنطوان ميليرو يعترف فيها ليس فقط بتورط "اليد الحمراء" بل بالتغطية على الجريمة من قبل الحكومة الفرنسية آنذاك و تهريب القتلة بمساعدة وزير الداخلية الفرنسية آنذاك فرانسوا ميتيران. و قد أكد ميليرو في هذا السياق إشراف رئاسة الوزراء الفرنسية آنذاك على أنشطة هذه المنظمة الارهابية. تصريحات هذا الارهابي لم تعبّر عن أي ندم بل كانت تقطر حقدا، إذ لايزال ميليرو يعتقد أن جريمة قتل حشاد "عمل شرعي" و أنه لن يتردّد في إعادتها إن استدعى الأمر ذلك. إن تصفية العهد الاستعماري البائد عملية تحتاج وقتًا ولا تتعلّق بوجود مؤسّسة دولة مستقلّة بل تهمّ ثقافة الهيمنة والاستبداد في شكله الخارجي والتي توجد ما يكفي من الأدلة على استمرارها بل والفخر بها. العودة لقضية حشاد و المطالبة بإقرار حكم القانون و القضاء لا يندرج ضمن ممارسات تجترّ الماضي أو عقلية "الانتقام" بل ضمن صراع راهن مستمر ضد مشاريع الهيمنة التوسّعية وضمن مبدأ العدالة الانسانية، ومحاصرة لثقافة الهيمنة والاحتقار. كما أنه يتعلّق بحقّ تونس والتونسيين في القصاص من جرائم ارتُكبت في حقّهم. وعليه يدعم الممضون أسفله ضرورة أن يبذل "الاتحاد العام التونسي للشغل" والنقابيون التونسيون والهيئات الحقوقية ومختلف الحساسيّات الوطنية كلّ الجهود الممكنة لتحقيق العدالة وملاحقة المجرمين وكشف كافّة الحقائق المتعلّقة بملفّ اغتيال الشهيد فرحات حشاد.