لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى. يقال هذا الكلام الخالد، النافع، المعلوم لدى كل ذي اهتمام ،و ولع بالثقاقة العربية الإسلامية و اعتزاز بها،و عاض عليها بالنواجد كثابت من ثوابت الأمة، و حام لها من كل زلل، و انزلاق غير محمود العواقب ،القوي مبنى و معنى، المضبوط في كتب أهل العلم النافع للرجل الذي أعطب بالصحراء ظهر بعيره بسبب عدم رفقه به، و تحميله ما لا يطيق، فلا هو وصل إلى مقصده ،ولا هو أبقى لنفسه دابة يتنقل عليها،و ينقل بواسطتها زاده ،و متاعه ،و يواصل بها سيره ،و قصده،وإذا كان هذا الحديث الكريم بما تضمنه من معان شاملة،بليغة جدا، ودلالات عظيمة ،و منها ما أثبته العلم الحديث، من أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده،فإنه يؤرخ،و يقدم صورة ممتعة،و معبرة،لمن يضيع أسباب،و شروط استمراره، و عزه بجهله و قصور نظره و افتقاره إلى التجربة الميدانية، و يعيش حالة هلع و خوف و حيطة و ترقب و قلق من الهلاك الحتمي؛ فما أحوج وطننا الغالي،العزيز إلى تفعيل منطوقه ،في إطار تصحيح الاختلالات المضبوطة في مجال الاستثمار في المدرسة العمومية المغربية ،التي لا يرفق بها بالمتعلمين و المتعلمات بإجبارهم على حمل ما لا يطيقون فوق أكتافهم كل صباح و مساء كما ثقيلا من المقررات التجارية لا تعيق أجسامهم فحسب ؛ و إنما تميت ثقتهم في قدرتهم على التعلم ، و تطمر في أنفسهم استعدادات التحصيل، و الدرس المثمرين،و تطفئ لديهم شعلة الحماس التعلمي ،التعليمي ، و تنفرهم من المدرسة ،وتتسبب في كل أنواع الهدر المدرسي التي لا توقفها كل الرهانات، و المبادرات القائمة، و حملات استنفار العاملين بقطاع التمدرس المضبوطة،و ما يصاحبها من إهدار للمال العام فيما لا ينفع ،و لا يغني، و لا يسمن من جوع، و لا يؤمن من خوف،و أمام هذا الوضع،غير المقبول، و المنذر بأوخم التبعات ؛ فمتى يتم وضع حد للارتجال و الديموغاجية في تدبير شؤون الناشئة بالمدارس العمومية الابتدائية، و الثانوية الإعدادية، و الثانوية التأهيلية المغربية، و التي يتوقف على نجاح المتمدرسين و المتمدرسات بها نجاح جميع باقي أوراش مجتمع الإصلاح ،و الحداثة، و دولة العدالة، و الإنصاف، و الحق ،و القانون المفتوحة بعون الله و توفيقه؟