ردود الفعل الإسرائيلية على اتفاق فتح وحماس واصلت المصالحة الفلسطينية وترتيباتها الاستحواذ على اهتمام الصحف الإسرائيلية إلى جانب ردود الفعل الرسمية عليها. فتابعت الصحف الاهتمام بردود الفعل المتواصلة على الاتفاق الذي فاجأ إسرائيل وأجهزة استخباراتها، وتحليل الآثار التي ستترتب عليه إقليميا ودوليا. واتخذ موضوع فتح معبر رفح من قبل مصر حيزا بين العناوين الرئيسية في "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" و"إسرائيل اليوم" الجمعة، إلى جانب مواصلة اهتمام الصحف المذكورة و"معاريف" بتطورات الوضع في سوريا. وأبرزت معاريف رد فعل الرئيس شمعون بيريز على الاتفاق الذي وقعته حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأربعاء بالقاهرة برعاية مصرية. ونقلت عن بيريز قوله للتلفزيون النرويجي بعد استماعه "إلى محافل تقدير مختلفة بشأن اتفاق المصالحة الفلسطينية" إن "الاتفاق بين فتح ومنظمة الإرهاب حماس هو خطأ فتاك سيمنع إقامة دولة فلسطينية ويُخرب على فرص السلام والاستقرار في المنطقة". وقال الصحيفة إن بيريز أطلق نداء شخصيا لرئيس السلطة أبو مازن فقال "أدعو القيادة الفلسطينية: اتحدوا من أجل السلام ولا تعقدوا مسيرة وحدة لا تسمح لكم بالتحرك إلى أي اتجاه". ونقلت عن تقرير سري للخارجية قوله "اتفاق المصالحة بين فتح وحماس قد يؤدي إلى انهيار السياسة الأميركية بالمنطقة ومن شأنه أن يفشل مساعي الولاياتالمتحدة لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين". وأضاف التقرير أن الخطر الأساس هو أن دولا مركزية بأوروبا سترغب في إعطاء فرصة لحماس، فتعترف باتفاق المصالحة وبحكومة وحدة فلسطينية وترى في الاتفاق فرصة لاستئناف الاتصالات مع حماس. هذه الاتصالات تؤدي بالتدريج، ولكن بشكل محتم، إلى إعطاء شرعية دولية لحماس، رغم أن هذه توصف في أوروبا –حتى الآن – كمنظمة إرهابية. ورأى التقرير الإسرائيلي أن باحثي مركز الدراسات بالخارجية يقدرون أيضا بأنه من الآن فصاعدا سيكون ممكنا ملاحظة غض النظر المصرية عن تهريب الوسائل القتالية والأموال. وأشارت الصحيفة أيضا في السياق ذاته إلى أن مصر "أوقفت بناء السور الحديدي على الحدود مع غزة ولا سيما في المقطع حيال رفح، حيث يقع أساس الأنفاق". علاوات حماس ورأى هؤلاء أن حماس "نجحت في الحصول على عدة علاوات من المصريين مقابل توقيعها على اتفاق المصالحة: أولا، تلقت حماس إذنا بفتح مكتب تمثيل مصالح في القاهرة بل ويحتمل أن ينتقل المكتب السياسي لحماس من دمشق إلى القاهرة في أعقاب التغييرات. ثانيا، منذ أمس علم أن مصر صادقت على فتح معبر رفح بشكل كامل لعبور البضائع والأشخاص، الأمر الذي يخلق شقا في حصار إسرائيل على غزة. صحيفة هآرتس قالت من جهتها "إسرائيل ستدعو الدول الغربية إلى مقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية التي ستقوم في أعقاب اتفاق المصالحة، إذا لم تعترف هذه بإسرائيل ولم تتنكر للإرهاب". وقالت إن وزراء المجلس الوزاري المصغر قرروا بعد اجتماعهم أمس "الشروع في مساع دبلوماسية لمنع اعتراف دولي بحكومة الوحدة الفلسطينية، إذا لم تستوف هذه شروط الرباعية على حماس". تنبؤ بالفشل وفي باب التحليلات تنبأ مردخاي كيدار بمقال نشرته "إسرائيل اليوم" بفشل الاتفاق بين حماس وفتح. وقال بالمقال الموسوم "زواج منفعة مؤقت" يُمكّن الاتفاق قادة حماس من الجلوس مع أبو مازن في مقعد السيارة الأمامي وفيه مقودان. هو يمسك واحدا وهم الثاني؛ قدمه فوق دواسة البنزين وقدمهم فوق دواسة الكابح. وأضاف أن الاتفاق يتحدث عن "حكومة خبراء متفق عليها" معتبرا أن ذلك يعني: الاتفاق على انعدام القرار أي أن الطرفين سيتقاسمان الوظائف التنفيذية "تلك التي تُمكّن الوزراء من تعيين رجالهم في مواقع السلطة والقوة والمال، وتنتظر المرحلة الآتية، ولو من أجل تأجيل الخصومة في مجال تقاسم الكعكة".