على اثر الأحداث الذي شهدتها مدينة جرادة ليلة يوم الجمعة 25-12-2009 على خلفية خروج المئات من عمال آبار الفحم والاعتصام أمام عمالة الإقليم للمطالبة بمستحقاتهم المالية وكانت فصول الحادث على الشكل التالي: إن استخراج الفحم الحجري عن طرق حفر الآبار تمت بدايته في نهاية التسعينات وانتشر بشكل واسع بعد إغلاق مناجم الفحم وذلك لعدم قيام الدولة بإحداث أي بديل اقتصادي، يقوم هؤلاء العمال ببيع الفحم المستخرج الى مجموعة من أباطرة الفحم يحملون رخص البحث والاستغلال وهؤلاء بدورهم يقومون بتسويقه على المستوى الوطني، طبعا هؤلاء العمال يستغلون بأبشع الصور من طرف هؤلاء الباطرونا بتواطؤ مع رجال السلطة المحلية وعلى رأسهم عمال الإقليم المتعاقبين وبعض المسؤولين في وزارة الطاقة والمعادن، مؤخرا بحوالي أسبوع قبل عيد الأضحى دخل هؤلاء العمال في اعتصام قرب مستودعات الباطرونا مطالبين الزيادة في ثمن بيع الفحم الى هؤلاء الأباطرة والاقتصار على مشتري واحد من هؤلاء الأباطرة، طبعا قام المكتب بمعاينة بمعاينة ميدانية الى هؤلاء المعتصمين وقام بتوضيح أبرز من خلاله موقفه من الاستغلال الذي تتعرض له هذه الشريحة وحمل المسؤولية جدريا الى المسؤولين بالإقليم والوزارة المانحة لرخص الاستغلال وأعلن تضامنه المطلق مع هده الشريحة، اليوم الموالي سيتم عقد حوار على مستوى الباشوية سيقرر من خلاله استقدام باطرون جديد من مدينة وجدة التزم بأنه سيشتري جميع المنتوج من الفحم وأنه سيرفع ثمن الكيس من 65 درهم الى 100 درهم اتفق الجميع على ذلك، رفع الاعتصام بدأ العمال باستئناف العمل والمنتوج كله يحمل الى مستودع هذا الباطرون الجديد الذي اكتراه حديثا، في هذه الأثناء فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حذر من تبعات هذه العملية برمتها وأعلن في توضيح أخر للعمال بأن هناك مؤامرة تحاك ضد عمال السندؤيات وان المطالب الأساسية التي يجب تبنيه تلك التي أعلنت عليه الجمعية في مناسبات عدة ألا وهو الاشتغال وفق ما هو محدد في البنود التي بموجبها تمنح الرخص والتي تضمن كافة الحقوق للعمال المعلنة في مدونة الشغل على علاتها من ضمان اجتماعي وتأمين وساعات العمل والحماية من أخطار... الخ، طبعا هذه المطالب التي لا تروق عامل الإقليم المتواطئ مع باطرونات الفحم. كعادتهم في صباح يوم الجمعة يقوم العمال المكلفون بنقل الفحم الى المستودع، فوجئوا بعدم تواجد عمال الباطرون ليتأكد بعد ذلك أنه لاذ بالفرار. لان موعد تأدية ثمن الفحم للعمال هو السبت وتقدر ثمن هذه الكمية المستخرجة في أربعة أيام 58 مليون سنتيم طبعا هؤلاء العمال سيتجهون الى عمالة الإقليم ويعتصمون أمام مقر العمالة طيلة النهار وفي حدود الساعة الخامسة ستخرج لجنة مكلفة بالحوار مع الكاتب العام لان عامل الإقليم كان في عطلة بداية من يوم الخميس أي بيوم واحد قبل وقع الأحداث، ستعلن على إثرها أنهم سيتلقون ثمن سلعتهم يوم الاثنين 28-12-2009 هدا ما أغضب العمال الذين كان يقدر عددهم بحوالي 400 على أساس اعتقادهم بأن لجنة الحوار كانت قد أبرمت عقدا مع الباطرون الجديد بحضور السلطات المحلية وحينها أدركوا أنهم تعرضوا الى عملية نصب واحتيال شارك فيها كل من الأباطرة السابقين السلطات المحلية في شخص عامل الإقليم صديق الأباطرة، طبعا كل هذا يجري من التاسعة صباحا دون تواجد ولو رجل قمع واحد، في حين نجد أن في مدينة جرادة كلما كانت وقفة أو تضاهرة للحركات الاحتجاجية كالمعطلين أو فرع الجمعية يقومون باستحضار شاحنة أو اثنين من قوات القمع في حين تم ملاحظة الجميع هذا الغياب تثور ثارة العمال وينزلون في اتجاه وسط المدينة عندها تبدأ عملية تحطيم الواجهات الزجاجية، إجبار أصحاب الدكاكين على إغلاق إتلاف بعض سلع الباعة، تكسير كراسي المقاهي تحطيم زجاج بعض السيارات طبعا نفا عمال السندريات أن تكون لهم علاقة بهؤلاء وأنهم يؤكدون أنهم لم يسبق أن شاهدوهم يعملون في آبار الفحم، والشيء الوحيد الذي لم يتم استهدافه هو المباني الحكومية والسيارات والشاحنات الخاصة بباطرونة الفحم طبعا وأثناء هذه الاعتداءات لا زالت قوات القمع غائبة، والى غاية بداية تفرق المتظاهرون تنزل الشرطة بجميع أجهزتها وسياراتها لتبدأ حملة الاعتقالات في صفوف جميع المواطنين بدون استثناء، ونقلهم إلى مخفر الشرطة هناك حيث تعرضوا الى الضرب المبرح وأشكال عدة من التعذيب حسب ما جاء على لسان الضحايا الذين تم الإفراج عنهم والذين يتم الاستماع الى شهاداتهم من طرف فرع الجمعية من أجل إعداد ملف بهذا الشأن والذي سيبعث تقريرا عنه لاحقا الى المكتب المركزي، اذن اتضحت معالم مؤامرة دنيئة قامت بها السالطات المحلية بتنسيق مع أباطرة الفحم من أجل الزج بأبناء الشعب داخل السجون وتعريضهم الى شتى أنواع التنكيل والتعذيب وإجهاض الحركات الاحتجاجية بالمدينة وبعث رسالة الى الحركات الأخرى ومن بينها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على اعتبار المساندة الوحيدة التي يتلقاها هؤلاء العمال هي من طرف فرع الجمعية. لحد الآن ولحد كتابة هذه السطور تم استقدام تعزيزات قمعية من مدينة وجدة هي مرابطة الآن قرب العمالة، عدد المعتقلين كان في حدود ليلة الجمعة حوالي 40 معتقل والاعتقال ما زال مستمرا لحدود الساعة تمت إحالة البعض منهم الى محاكم وجدة والأرجح محكمة الجنايات تم الإفراج عن بعضهم طبعا بعد تعذيبهم ..غدا الاثنين سيجتمع العمال مرة أخرى من أجل تدارس الموضوع طبعا الجمعية ستكون حاضرة هناك والملف لازال في حالة غليان وستكون هناك تطورات حتما. هذا تقرير أولي عاجل سيتم موافاة المكتب المركزي بالمستجدات وبتقرير مفصل عن هذا الملف منذ أن تناوله فرع الجمعية. وتحية حقوقية الى الإخوة في المكتب المركزي. كاتب الفرع